مصطفى البرزاني

1904-1979م
ولد مصطفى البرزاني في برزان بالعراق في عائلة بارزة وذات نفوذ كبير في الشمال الكردي العراقي ونزعة متوارثة في محاولات متكررة لإنشاء دولة مستقلة للكرد.

كرّس مصطفى البرزاني حياته لإنشاء هذه الدولة. وكانت محاولته الأولى سنة 1931-1932 عندما قاد مع أخيه الأكبر أحمد صراعاً سياسياً تحول ثورة مسلحة لإقامة دولة الكرد. لكن محاولته انتهت عام 1935 بنفيه إلى السليمانية. وفي سنة 1942 قام بمحاولة جديدة مسلحة فاشلة لتحقيق حلمه ومبتغاه، هرب على أثرها مع ألف من مؤيديه إلى الجزء الشمالي من إيران الذي كان السوفيات قد احتلوه وأقاموا فيه إدارة مستقلة. وبعد ثلاث سنوات أعلنت الجمهورية الكردية، برعاية السوفيات، في شمال غرب إيران وعيّن مصطفى قائداً لجيشها. وبعد خروج السوفيات من إيران قُمعت حركة الأكراد هناك وحُلّت جمهوريتهم وفرّ البرزاني إلى أذربيجان السوفياتية وانتسب إلى جامعة هناك.

بعد ثورة 1958 واستلام العسكر الحكم في بغداد بقيادة عبد الكريم قاسم دُعي البرزاني للعودة إلى بلاده. وفور رجوعه أخذ يعمل بنشاط لاستقلال الشمال العراقي وإقامة دولة كردية هناك، فاصطدم بالحكومة المركزية التي أرسلت قوات لإخضاعه في سنة 1961. وبعد قتال مرير استمر زهاء تسع سنوات توصلت حكومة بغداد إلى هدنة مع الأكراد معترفةً بالإثنية الكردية، كما قبلت باللغة الكردية لغة وطنية إلى جانب العربية. غير أن هذه الهدنة لم تطل طويلاً. فبعد انشقاق عبد الله البرزاني ابن مصطفى عن والده والتحاقه بالحكومة المركزية عاد القتال من جديد واشتد عندما ساند شاه إيران محمد رضا شاه المتمردين الكرد ضد حكومة بغداد.

وفي سنة 1975 كاد القتال أن يمتد إلى إيران ويشعل حرباً بين
العراق وإيران، فتوقفت هذه الأخيرة عن مساندة ومساعدة البرزاني الذي فرّ إلى الولايات المتحدة وأمضى هناك سنواته الأخيرة ومات في واشنطن.