ما أنتَ أوّلُ من تنَاءتْ دَارُه
|
فعلام قلبك ليس تخبو ناره
|
إمّا السُّلُّو أو الحمامُ، وما سِوى
|
هَذين قسمُ ثالثٌ تختارُهُ
|
ما بَعدَ يَومِكَ من لقاءٍ يُرتَجى
|
أو يَلتقِي جُنحُ الدُّجَى ونهَارُهُ
|
هذا وقُوفُك لِلودَاعِ، وهذه
|
أظعان من تهوى وتلك دياره
|
فاستبِق دمعَكَ فهو أوّلُ خاذلٍ
|
بعد الفراق وإن طما تياره
|
مدد الدموع يقل عن أمد النوى
|
إن لم تكن من لجة تمتاره
|
ليت المطايا ما خلقن فكم دم
|
سفكْته يُثقِلُ غيرَها أوزَارُهُ
|
ما مَاتَ صبٌ إتر إلفٍ نازحٍ
|
وجْداً به إلاَّ لديْهَا ثَارُهُ
|
فلو استطعتُ أبحتُ سيقِي سُوقَها
|
حَتى يَعافَ دماءَهُن غِرارُهُ
|
لو أنَّ كلَّ العيِس ناقة ُ صالحٍ
|
ما ساءني أني الغداة قداره
|
ما حَتْفُ أنفُسِنَا سواها، إنّها
|
لِهَي الحِمامُ أُتيحَ، أو إنذارُه
|
واهاً لمغلوب العزاء تناصرت
|
أَشْواقُه، وتخاذَلَت أنصارُهُ
|
هاجت له الدّاءَ القديمَ أُسَاتُه
|
ونَفي الكَرى عن جَفنِهِ سُمَّارُهُ
|
كتم الهوى حتى ونت لوامه
|
فطفت على دمع الأسى أسراره
|
ومحجَّبٍ كالبدرِ،: يدنو نورُه
|
من عَينِ رائيه، وتنأَى دَارُهُ
|
يحكِي الغزالَة َ والقضيبَ قَوامُه
|
ولِحاظُه، وبَهاؤه ونِفَارُهُ
|
بي غلة أقضي بها من حبه
|
وأرى الورود يذود عنه عاره
|
ومن العَجائبِ أن أعَافَ مع الظَّما
|
ماء الفرات لأن بدت أكداره
|
أشتاقه وهو السواد بناظري
|
مَا حيلتي، وغَداً يَشُطُّ مَزارُهُ
|
إن لم أمتْ أسفاً عليه، فإنَّني
|
مذق الوداد على النوى غداره
|
يا زهرة الدنيا ولست بواجد
|
رَوضاً سواك يَشوقُني نُوارُهُ
|
مالي إذا عاتبت قلبي فيكم
|
أبدى اللجاج وساءني إصراره
|
وإذا عرضت عليه وصلك صده
|
عنه العفافُ، فما عَسى إيثَارُهُ
|
فإلى متى يمسي ويصبح في لظى ً
|
من وجده يسم المطي أواره
|
متضادد الأحوال بين غرامه
|
وإبائه ما يستقر قراره
|
أمَّلُت من دَاءِ الهَوى إْفَراقَه
|
فرمته منك بنكسه سنجاره
|
وفراق مجدِ الدّين مُعظُم دَائِه
|
وشفاؤُه رؤياهُ أو وأخبارُه
|
فارقتُه وظننتُ أنّ لَبِيننَا
|
أمداً فطال مداه واستمراره
|
وأخافُ أَنَّ البينَ يُقذي ناظِري
|
بفراقه ما أومضت أشفاره
|
ظَنًّا سَرَى الإشفاقُ في ترِجيمه
|
ولربما أردى الشفيق حذاره
|
وإذا القُنُوط دَجَى علَّى ظلامُه
|
وضح الرجاء ولاح لي إسفاره
|
ووثقتُ بالُّلطفِ الخفي من الَّذي
|
تَجري بما يَلقى الفَتَى أَقدَارُهُ
|