ما يريدُ الشَّوقُ من قلبِ مُعنَّى
|
ذكر الألاف والوصل فحنا
|
حسبه ما عنده من شوقه
|
وكَفاهُ من جَواهُ ما أَجَنَّا
|
كلَما شاهد شملاً جَامِعاً
|
طار شوقاً وهفا وجداً وأنا
|
عاضه الدهر من القرب نوى ً
|
ومن الغبطة بالأحباب حزنا
|
فرثى من رحمة عاذله
|
ورأَى الحاسِدُ فيه ما تَمنَّى
|
ويحَهُ من زَفرة ٍ تعتادُه
|
وهُمومٍ جمَّة ٍ، تَطرقُ وَهْنَا
|
يا زَمانَ القربُ، سُقياً لَك، مِن
|
زَمنٍ، لو كان قُربُ الدَّارِ أغْنَى
|
لم تكن إلا كظل زائل
|
والمسرات تلاشى ثم تفنى
|
ساءَنا ما سرَّنا من عيِشنَا
|
بعد ما راق لنا مرأى ومجنى
|
فافْتَرقْنا بَعد مَا كُنَّا صَدًى
|
إن دَعَوْنَا، وكَفَانَا قولُ: كُنَّا
|
وكذا الأيام من عاداتها
|
أنها تعقب سهل العيش حزنا
|
خلق للدهر ما أولى امرأ
|
نعمة ً منه فملاه وهنا
|
وكذا الباخل ما أسدى يداً
|
قط إلا كدر المن ومنا
|
قل لأحبَابٍ نَأَتْ دَارُهُمُ
|
وعلى قربهم أقرع سنا
|
سَاءَ ظَنِّي باصْطِبَارِي بعدَكُم
|
ولقد كنتُ به أُحسِنُ ظَنَّا
|
لأُبِيحنَّ الجَوى من كَبْدي
|
- موضعاً لم يبتذل عزا وضنا
|
وأذيلن دموعاً لو رأت
|
فيضهن المزن خالتهن مزنا
|
أسفاً لا بل حياء أنني
|
بعدَكُم باقٍ، وإن أَصبحتُ مُضنَى
|
لا صفا لي العيش من بعدكم
|
ما تَمادَتْ مُدّة ُ البينِ وعِشْنا
|
وعَجيبٌ، والَّتنائِي دُونكُم
|
أنكُم مِنِّي إلى قَلبَي أدْنَى
|
حيث كنتم ففؤادي داركم
|
وعلى أشباحِكُم أُغمِض جَفْنَا
|