يا ناق شطت دراهم فحني
|
وأعلني الوجد الذي تجني
|
ما أرزمت وهناً لفقد إلفها
|
إلاَّ رَمتْ جَوارِحى بوَهْن
|
تذكَّرتْ أُلاَّفَها، فَهَيَّجَتْ
|
لاَعِجَ شَوقِي، وذَكَرْتُ خِدْنِي
|
أبِكي اشتياقاً، وتَحِنُّ وحشة ً
|
فَقد شَجانِي حُزنُها وحُزنِي
|
حَسْبُكَ قَد طالَ الحنينُ والأَسَى
|
وما رأى طول الحنين يغني
|
ولا تَملِّى مِنْ مَسيرٍ وَسُرى ً
|
في مَهْمَهٍ سَهلٍ ووعْرٍ حَزْنِ
|
حتى تناخي تحت بانات الحمى
|
سقى الحمى والبان صوب المزن
|
أهوى الحمى وأهله وبانه
|
وإن نأيت وتناءوا عني
|
شطوا وشطت بي داري عنهم
|
وهُم إلى قَلبَي أدنَى منِّي
|
لم يذكروا لي قط إلا امتلات
|
بالدَّمعِ أجفانِي، وقَالتْ: قَطْنِي
|
وهم أعز إن نأوا وإن دنوا
|
مما حوى خلبي وضم جفني
|
نَفسي فِداءُ من أَوَرِّى بالحِمَى
|
والبَانِ عن أسْمَائِهمْ وأَكْنِي
|
هُمُ، إذا قُلتُ: سقَى أرضَ الحِمَى
|
وبَانَه صوبُ الحَيا، مَن أَعني
|
ضَنًّا بِهم عن أَن يطور ذكْرهُم
|
بمَسْمَعٍ، وَهُمْ مكانُ الضَّنِّ
|
أحببتهم من قبل ينجاب دجى
|
فودي عن الصبح ويذوي غصني
|
حبًّا جَرَى مَجرى الحياة ِ من دَمى
|
أصَمَّ عن كلِّ نَصيحٍ أُذنِى
|
فلو تَعَّوّضتُ بهم عَصْرَ الصِّبَا
|
لبان في صفقة بيعي غبني
|
فَارقتُهم أشْغَفَ ما كنتُ بِهِم
|
وعدت قد أدمت بناني سني
|
ألزم كفي فؤاداًً ماله
|
من بَعدِهم رَوْحٌ سوَى التمنّي
|
لكنَّني أَدعُو لجمِع شَمْلِنا
|
مُسيِّرَ الشُّهبِ، ومُجرى السُّفْن
|