أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أَجفانه
|
سحت فباحت بالهوى أشجانه
|
نَمّت على حَسَراتِه زفَراُته
|
وكذا ينم على الضرام دخانه
|
وأخُو الهَوى مثلُ الكتابِ: دليلُ ذا
|
ك عيانه ودليل ذا عنوانه
|
تحكي البروق فؤاده فضرامها
|
أشواقُه، وخُفوقُها خَفقَانُه
|
ضمن الهوى ألا يزال أخا ضنى ً
|
وضمانة فوفى بذاك ضمانه
|
يا مُدَّعِي السُّلوانِ عن أَحبابِه
|
أينَ السُّلُّو، وأينَ منكَ أوانُه
|
شطت ديارك عنهم وهفا بك الشـ
|
ـوق المبرح والتظت نيرانه
|
وأبان بيهم هواك فما عسى
|
بك فاعل هذا الهوى وبيانه
|
كاتمت واشيك الهوى قبل النوى
|
فبدا له من بعدها كتمانه
|
وعصاك دمعك عند خطرة ذكرهم
|
وبِقَدرِ طَاعَتِك الهَوَى عِصيانُه
|
فإذا تَبادَر من جُفونِك خِلْتَه
|
عِقداً وَهَي مَرجانُه وجُمَانُه
|
لو أيقَن الحَنقُ الحسودُ عليهِمُ
|
حظي لحالت رحمة ً أضغانه
|
بينَ المُحبِّ وبينَهُم من هَجرِهم
|
بين طويل برحه وزمانه
|
أبْدَوا لَه مَلَلَ القَريب، مع النَّوى
|
وتَنَاسِي النَّائِي، وهُم جِيرانُه
|
وتخلق الطيف الطروق بخلقهم
|
فإذا ألم يروعني هجرانه
|
وَهُم الصِّبا: أيامُه محبوبَة ٌ
|
وإن اعتدَى في غَيِّه شَيطانُه
|
وجمالهم كفارة لملالهم
|
والهجر ذنب يرتجى غفرانه
|
لو يعلمون مكانهم ما أضرموا
|
قلبي بهجرهم وهم سكانه
|
ولجَهِلهْم طَرفوا بُطول صدُودِهم
|
وملالهم طرفي وهم إنسانه
|