وابتزني رأي عز الدين مستلباً
|
من بعدما عَّمنِي إحسانُه وضَفَا
|
أضَافَنِي عتبهُ هما شَجيتُ به
|
أبان عن ناظري طيب الكرى ونفى
|
أتته عني أحاديث مزخرفة
|
ما إنْ بِها عنهُ، وهو الألمعي، خَفَا
|
لكنها وافقت من قلبه مللاً
|
لم يستبن صحة الدعوى ولا كشفا
|
وما الرِّضَا ببعيدٍ من خَلائِقهِ
|
وهي السلافة راقت رقة وصفا
|
يا من حوى قصبات السبق أجمعها
|
فما يرى اثنان في تفضيله اختلفا
|
أنفقت مذهب عمري في رضاك وما
|
رأيت منفق عمر واجداً خلفا
|
لكَّننِي اعتضْتُ منه حُسنَ رأيِكَ لي
|
فنلت منه العلا والعز والشرفا
|
حتى إذا أنا ماثلت النجوم علاً
|
وقلتُ: قَد نِلتُ من أيامَي الزُّلَفَا
|
أريتني بعد بشر هجرة ً وقلى ً
|
وبَعد بِرٍّ ولطفٍ، قَسوة ً وجَفَا
|
فَعُدتُ صِفَر يدٍ ممَّا ظفرت به
|
كأنَّ ما نِلتُه من كَفِّي اختُطِفَا
|
هْبني أتيتُ بِجَهل ما قُذِفتُ به
|
فأين حلمُك والفضلُ الَّذي عُرفَا
|
ولاَ، ومَن يعلَم الأسرارَ حِلْفَة َ من
|
يَبرُّ فيما أتَى ، إن قَال، أو حَلَفَا
|
ما حدثتني نفسي عند خلوتها
|
بما تعنفني فيه إذا انكشفا
|
لكنَّها شِقوة ٌ حَانَتْ، وأقضية ٌ
|
حبتني الهم مذ عامين والأسفا
|
تداولَتْنِي أمورٌ غيرُ واحدة ٍ
|
لو حمل الطود أدنى ثقلها نسفا
|
وأقصدتني سهام الحاسدي على
|
فَوزِي بقُربِك حتى قَرطَسُوا الهَدَفا
|
وبعد ما نالني إن جدت لي برضاً
|
فقد غفرت لدَهرِي كلَّ مَا سلَفَا
|
وذاك ظَنّي، فإن يَصدُقَ فأنت لما
|
رجوتُ أهلُ، وإن يُخفِق فوا أَسفَا
|
حاشاك تغدو ظنوني فيك مخفقة ً
|
أو يَنثِني أمَلِي باليأسِ مُنْصرِفاً
|
وجنتي من زماني حسن رأيك بي
|
أكرم بها جنة ً لا البيض والزغفا
|
ألفتُ منكَ حُنواً منذ كنتُ، وقَد
|
فقدته وشديد فقد ما ألفا
|
وغيرُ مُستنكَرٍ منكَ الحُنُوُّ علَى
|
مثلي ولو زاغ يوماً ضلة ً وهفا
|
فعد لأحسن ما عودت من حسن
|
يا من إذا جاد وفى أو أذم وفى
|
واسلَمْ لنا ثالِثاً للَّنيِّرينِ عُلاً
|
وزِدْ إذا نَقصَا، واشرُفْ إذا كُسِفَا
|
أيَّامُنا بك أعيادٌ بأجمعِهَا
|
فدُم لنا ما دَجَا ليلٌ، وما عَكَفَا
|