يَقيني يَقيني حادِثاتِ النوائبِ |
وحزمِيَ حزمِي في ظهورِ النجائبِ |
سَيُنْجِدُنِي جَيْشٌ مِنَ العَزْمِ طَالمَا |
غَلَبْتُ بهِ الخَطْبَ الَّذِي هُوَ غَالِبي |
وَمَنْ كَانَ حَرْبَ الدَّهْرِ عَوَّدَ نَفْسَهُ |
قِرَاعَ اللَّيالِي لاَ قِراعَ الكَتائِبِ |
عَلَى أنَّ لي في مَذْهَبِ الصَّبْرِ مَذْهَباً |
يَزِيدُ اتِّساعاً عِنْدَ ضِيقِ المَذاهِبِ |
وما وضعتْ منِّي الخطوبُ بقدْرِ مَا |
رَفَعْنَ وَقَدْ هَذَّبَنَنِي بِالتَّجارِبِ |
أخَذْنَ ثَرکءً غَيْرَ بَاقٍ علَى النَّدى |
وأعطيْنَ فضلاً في النُّهى غير ذاهِبِ |
فماليَ لا روضُ المساعِي بممرعٍ |
لديَّ ولا ماءُ الأمانِي بساكِبِ |
كأن لم يكن وعدي لديها بحائن |
زماناً ولا ديني عليها بواجب |
وَحَاجَة ِ نَفْسٍ تَقْتَضِيها مَخَايِلِي |
وَتَقْضِي بِها لِي عادِلاتٍ مَناصِبي |
عَدَدْتُ لهَا بَرْقَ الْغَمامِ هُنَيْدَة ً |
وأُخْرَى وَمَا مِنْ قَطْرَة ٍ في المَذَانِبِ |
وَهَلْ نَافِعِي شَيْمٌ مِنَ الْعَزْمِ صَادِقٌ |
إذا كنْت ذا برْقٍ منَ الحظِّ كاذِبِ |
وَإنِّي لأغْنى بالحَدِيثِ عَنِ القِرى |
وبالبرقِ عنْ صوبِ الغُيُوثِ السَّواكبِ |
قَناعة ُ عزٍّ لا طماعة ُ ذلة ٍ |
تُزهِّدُ في نَيْلِ الغِنى كُل راغِبِ |
إذا ما امْتَطَى الأقْوامُ مَرْكَبَ ثَرْوَة ٍ |
خُضُوعاً رَأَيتُ العُدمَ خيرَ مَراكِبي |
ولو ركب الناسُ الغِنى ببراعَة ٍ |
وفضْلٍ مُبينٍ كُنتُ أولَ راكبِ |
وقد أبلُغُ الغايَاتِ لسْتُ بسائرٍ |
وأظفرُ بالحاجاتِ لسْتُ بطالِبِ |
وما كُلُّ دانٍ منْ مرامٍ بظافرٍ |
وَلا كُلُّ نَاءٍ عَن رَجاءٍ بِخائِبِ |
وإنَّ الغنى مِنِّي لأدْنى مسافَة ً |
وأقْربُ مِمَّا بَينَ عَينِي وحَاجِبي |
سأصْحَبُ آمالِي إلى ابنِ مُقَلَّدٍ |
فَتُنْجِحُ مَا ألْوَى الزَّمانُ بِصاحِبِ |
فما اشتطَّتِ الآمالُ إلاَّ أباحَهَا |
سَماحُ عَلِيٍّ حُكْمَها فِي المَواهِبِ |
إذا كُنْتَ يَوْماً آملاً آمِلاً لَهُ |
فكنْ واهباً كلَّ المُنى كلَّ واهبِ |
وإنَّ امرأً أفْضى إليْهِ رَجاؤهُ |
فَلَمْ ترْجُهُ الأمْلاكُ إحدَى العَجائِبِ |
مِنَ القَوْمِ لَوْ أنَّ اللَّيالي تَقَلَّدَتْ |
بأحْسابِهِمْ لَمْ تَحْتَفِلْ بالكواكِبِ |
إذا أظلمتْ سبلُ السُّراة ِ إلى العُلى |
سَروْا فاستضاءُوا بينَها بالمَناسِبِ |
هُمُ غادَرُوا بالعِزِّ حصْباءَ أرضِهمْ |
أعزَّ مَنالاً مِنْ نُجومِ الْغَياهِبِ |
تَرى الدَّهرْ ما أفْضى إلى مُنْتَواهُمُ |
يُنكِّبُ عَنْهُمْ بالخُطوبِ النَّواكِبِ |
إذا المُنْقِذيُّونَ اعْتَصَمتْ بِحَبْلِهِم |
خضبْتَ الحُسامَ العضْبَ منْ كلِّ خاضِبِ |
أولئكَ لم يرضَوْا من العزِّ والغِنى |
سِوى ما اسْتَبَاحُوا بالقِنا والْقَواضِبِ |
كأنْ لم يُحَلِّلْ رِزْقَهُمْ دينُ مجدِهِمْ |
بغيرِ العوالي والعِتاقِ الشَّوازِبِ |
إذا قربُوهَا للقَاءٍ تباعَدَتْ |
مسافة ُ ما بينَ الطُّلى والذوائِبِ |
إذا نَزَلُوا أرْضاً بِها المَحْلُ رُوِّضَتْ |
وما سُحِبَتْ فيها ذيُولُ السَّحائبِ |
بأنْدِيَة ٍ خضْرٍ فِسَاحٌ رِباعُهَا |
وأودية ٍ غزرٍ عِذابِ المشاربِ |
أرى الدَّهْرَ حَرْباً للمُسالِمِ بَعْدَما |
صحبناهُ دهْراً وهو سِلمُ المُحاربِ |
فَعُذْ بنهاريِّ العداوة ِ أوحدٍ |
مِنَ القَوْمِ لَيْليِّ النَّدَى والرَّغائِبِ |
تنلْ بسديد الملكِ ثروة َ مُعدِمٍ |
وَفَرجَة َ مَلهُوفٍ وعِصْمَة َ هارِبِ |
سعى وارثُ المجدِ التليدِ فلمْ يدَعْ |
بِأفْعالِه مَجْداً طَرِيفاً لِكاسِبِ |
يُغطِّي عليهِالحزمُ بالفِكَرِ التي |
كشفْنَ لهُ عمَّا وراءَ العواقِبِ |
ورأْيٍ يُرِي خلْفَ الرَّدى منْ أمامِهِ |
فَما غَيْبُهُ المَكْنُونِ عَنْهُ بِغائِبِ |
بقيتَ بَقاءَ النَّيِّرَاتِ ومِثْلَها |
عُلوًّا وَصوْناً عَنْ صُرُوفِ النَّوائِبِ |
ودامَ بَنُوكَ السّتة ُ الزُّهرُ إنَّهُمْ |
نُجومُ المَعَالِي فِي سمَاءِ المَنَاقِبِ |
سللْتَ سِهاماً منْ كِنانة َ لمْ تزلْ |
يقرطِسُ مِنها في المُنى كلُّ صائِبِ |
فأدْرَكْتَ مَا فَاتَ المُلوكَ بِعَزْمَة ٍ |
تَقُومُ مَقَامَ الحَظِّ عِنْدَ المُطَالِبِ |
ومَا فُقْتُهُمْ حَتَّى تَفَرَّدَتْ دُونَهُمْ |
برأْيِكَ في صَرْفِ الخطوبِ اللوازِبِ |
وما شرفتْ عنْ قِيمة َ الزُّبَرِ الظُّبى |
إذَا لَمْ يُشَرِّفْهَا مَضاءُ المَضَارِبِ |
تَجَانَفْتُ عَنْ قَصْدِ المُلُوكِ وعِنْدَهُمْ |
رغائبُ لمْ تجنحْ إليها غرائبِي |
تناقَلُ بِي أيدِي المَهَارى حثيثة ً |
كَمَا اخْتَلَفَتْ فِي الْعَقْدِ أنْمُلُ حَاسِبِ |
إذا الشوقُ أغراني بذكركَ مادحاً |
تَرَنَّمْتُ مُرْتاحاً فَحَنَّتْ رَكائِبِي |
بَمَنْظُومَة ٍ مِنْ خَالِصِ الدُّرِّ، سِلْكُها |
عَرُوضٌ، ولكنْ دُرُّهَا منْ مناقِبِ |
تُعَمَّرُ عُمْرَ الدَّهرِ حَتَّى إذا مَضَى |
أقَامَتْ وَما أرْمَتْ علَى سِنِّ كَاعِبِ |
شعرْتُ وحظُّ الشعرِ عند ذوِي الغِنى |
شبيهٌ بحظِّ الشيبِ عند الكواعبِ |
وَما بِيَ تقصِيرٌ عَنِ المَجْدِ والْعَلى |
سِوَى أنَّنِي صَيَّرْتُهُ مِنْ مَكاسِبِي |
يُعدُّ من الأَكفاءِ مَنْ كانَ عنهُمُ |
غنياً وإنْ لمْ يشأهمْ في المراتِبِ |
ولوْ خطرتْ بي في ضميركَ خطْرَة ٌ |
لَعادَتْ بِتَصديقِ الظُّنُونِ الكَواذِبِ |
وأصبحَ مخضرّاً بسيبكَ مُمرعاً |
جَنَابِي وَمَمْنوعاً بِسَيْفِكَ جَانِبي |