ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ |
وبفضْلِ مجدكَ تفخَرُ الأَشعارُ |
آنَسْتَ أُنْسَ الدَّوْلَة ِ المجدَ الذي |
ما زالَ فيهِ عنِ الأنامِ نِفارُ |
بمكارِمٍ نصَرَتْ يداكَ بِها العُلى |
إنَّ المكارِمَ للعُلى أنْصارُ |
وإذا الفَتى جعَلَ المَحامِدَ غايَة ً |
لِلمَكْرُماتِ فَبَذْلُها المِضْمارُ |
فاسْعَدْ ودامَ لكَ الهناءُ بماجدٍ |
طالَتْ بهِ الآمالُ وهْيَ قِصارُ |
لَوْلاهُ فِي كَرَمِ الخَلِيقَة ِ والنُّهَى |
لمْ تَكْتحِلْ بشَبيهِكَ الأبْصارُ |
كمْ ليلة ٍ لكَ مالَها مِنْ ضَرَّة ٍ |
مِنْهُ ويَوْمٍ ما لَهُ أنظَارُ |
جادَتْ أنامِلُكَ الغِزارُ بهِ الوَرَى |
ومِنَ السَّحائِبِ تُغْدِقُ الأمطارُ |
وتتابعَتْ قطراتُ غيثِكَ أنْعُما |
إنَّ الكريمَ سماؤُهُ مِدْرارُ |
وأضاءَ مَجْدُكَ بِالحُسَيْنِ وَمَجْدِهِ |
وكَذا السَّماءُ تُنِيرُها الأقْمارُ |
قَدْ نالَ أفْضَلَ ما يُنالُ وَقدْرُهُ |
أعْلى ولَوْ أنَّ النُّجُومَ نِثارُ |
وجَرَتْ بهِ خَيْلُ السُّرُورِ إلى مِدى |
فَرَحٍ دُخانُ النَّدِّ فِيهِ غُبارُ |
وَحَوى صَغِيرَ السِّنِّ غاياتِ العُلى |
وصِغارُ ابْناءِ الكِرامِ كبارُ |
يُنبْي الفَتى قَبْلَ الفِطامِ بِفَضْلهِ |
وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ وَهْيَ مِهارُ |
لمْ تَلْحَظ الأبصارُ يَوْمَ طَهُورِهِ |
إلاّ كُؤُوساً للسرورِ تُدارُ |
فغدوتَ تَشْرَعُ في حلالٍ مُسْكِرٍ |
ما كُلُّ ما طَرَدَ الهمومَ عُقارُ |
قَمَرٌ يُضِيءُ جمالُهُ وَكمالُهُ |
حتى يُعيدَ الليلَ وهوَ نهارُ |
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ تَرُومَ لِمِثْلهِ |
طُهْراً وكَيفَ يُطهرُ الأطْهارُ |
قَدْ طَهَّرَتْهُ أبُوَّة ٌ وَمُرُوءَة ٌ |
ونَمى بِهِ فرْعٌ وطابَ نِجارُ |
إنَّ العُروقَ الطَّيِّباتِ كَفِيلَة ٌ |
لكَ حينَ تُثْمِرُ أنْ تَطِيبَ ثِمارُ |
للَبِسْتَ مِنْ شَرَفِ المناسِبِ حُلَّة ً |
بالفخرِ يُسدى نسجُها وَيُنارُ |
فَطُلِ الأنامَ وهلْ ترَكْتَ لفاخِرٍ |
فَخْراً وَجَدُّكَ جَعْفَرُ الطَّيَّارُ |
يَنْمِيكَ صَفْوَة ُ مَعْشَرٍ لَوْلاَهُمُ |
ما كانَ يُرْفَعُ لِلْعَلاءِ مَنارُ |
وَلّى وَخَلَّفَ كُلَّ فَضْلٍ فِيكُمُ |
والغَيْثُ تُحْمَدُ بَعْدَهُ الآثارُ |
إنِّي اقتَصَرْتُ على الثَّناءِ ولَيْسَ بي |
عَنْ أنْ تَطُولَ مَناسِبِي إقْصارُ |
ولَرُبَّ قولٍ لا يُعابُ بأنَّهُ |
خطَلٌ ولكنْ عَيْبُهُ الإكثارُ |
وأراكَ وابْنَكَ لِلسَّماحِ خُلِقْتُما |
قدْراً سَواءً والورى أطْوارُ |
فبَقيتُما عُمُرَ الزّمانِ مُصاحِبَيْ |
عَيْشٍ تجنَّبُ صَفْوَهُ الأكْدارُ |