مَنْ كانَ مِثْلَ أبِي عَليٍّ فَلْيَنَلْ
|
أفُقَ السَّماءِ بِهمَّة ٍ لَمْ تُخْفَضِ
|
أغْنى وقدْ أبْدى الندى وأعادَهُ
|
عَنْ أنْ أقُولَ لَهُ أطَلْتَ فأعْرِضِ
|
ما كانَ فِيما نِلْتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
|
فأقُولَ إنَّ الوَعْدَ غَيْرُ مُمَرِّضِ
|
سبقَتْ مواهبُهُ الوُعُودَ ورُبَّما
|
جادَ السَّحابُ وبَرْقُهُ لَمْ يُومِضِ
|
وقَفَ الحُسَيْنُ علَى السَّماحِ غَرامَهُ
|
ليسَ المُحِبُّ عنِ الحَبيبِ بمُعْرِضِ
|
كَشّافُ كُلِّ عَظِيمَة ٍ إنْ تَدْعُهُ
|
لا تَدْعُهُ للخَطْبِ ما لمْ يُرْمِضِ
|
وإذَا أرَدْتَ إلى الحُسَيْنِ صَنِيعَة ً
|
فَکعْرِضْ لِفَضْلِ نَوالِهِ وتَعرَّضِ
|
إنَّ السُّؤالَ لواقِعٌ منْهُ بمَنْـ
|
ـزِلة ِ النَّوالِ منَ المُقِلِّ المُنْفِضِ
|
وَلَهُ إذا وعَدَ الجَمِيلَ مكارِمٌ
|
لا يَقْتَضِيهِ بِغَيرِهنَّ المُقْتَضِي
|
مَحْضُ العَلاءِ صَرِيحُهُ فِي أُسْرَة ٍ
|
جُمحيَّة ِ النَّسَبِ الصَّريحِ الأمْحَضِ
|
ضَرَبَ الحِمامُ عَلَيْهِمُ فَتَقَوَّضْوا
|
وبِناءُ ذَاكَ المَجْدِ لَمْ يَتَقَوَّضِ
|
قومٌ لهُمْ شرَفُ الحَطِيمِ ومُبْتَنى الـ
|
ـعِزِّ المُشَيَّدِ في البِطاحِ الأعْرَضِ
|
يُحْيي الثَّنا مَوْتى الكِرامِ ورُبَّما
|
ماتَ اللَّئِيمُ ورُوحُهُ لمْ تُقْبَضِ
|
ما ذا تَقُولُ لِمَنْ أتاكَ مُصَرِّحاً
|
نِعَمٌ تعرَّضُها لِكُلِّ مُعَرِّضِ
|
قدْ كانَ خَيَّمَ صَرْفُ كُلِّ مُلِمَّة ٍ
|
عندِي فقالَ لُه سَماحُكَ قوِّضِ
|
ولحَظْتَنِي فعرَفْتَ موضِعَ خلَّتِي
|
نظَرَ الطَّبيبِ إلى العَليلِ المُمْرَضِ
|
ونَظَرْتَ مِنْ تَحْتِ الخُمُولِ تَطَلُّعِي
|
كَالماءِ بُرْقِعَ وَجْهُهُ بِالعَرْمَضِ
|
لمّا رأَيْتَ الدَّهْرَ يَقْصُرُ هِمَّتِي
|
عنْ غاية ِ الأمَلِ البَعِيدِ المَرْكَضِ
|
أنْهَضُتَنِي والسَّهْمُ لَيْسَ بِصائِبٍ
|
غَرَضاً إذا الرَّامِي بهِ لَمْ يُنْبِضِ
|
والعَضْبُ ليْسَ ببَيِّنٍ تأْثِيرهُ
|
والأثرُ حتّى ينتَضِيهِ المُنتَضِي
|
وعَلَيْكَ حَقٌّ رَفْعُ ما أسَّسْتَهُ
|
فِي مَذْهَبِ الكَرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ
|
لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ يَدٍ والَيْتَها
|
أنِّي بشكْرِ صنيعِها لمْ أنهضِ
|
إنَّ الغمامَ إذا ترادَفَ وابلُهُ
|
أبْقى أنيقَ الروضِ غير مروَّضِ
|
وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَسْمعَنَّ غَرائِباً
|
يَقْضِي الزَّمانَ وفَضْلُها لمْ يَنْقَضِ
|
يظْمَا إليْها المُنْعِمُونَ فمنْ يرِدْ
|
يَرِدِ الثَّناءَ العَذْبَ غْيَر مُبَرَّضِ
|
هذا ولست ببالغ بعضَ الذي
|
أوليت مالُبِسَ الظلامُ وما نُضي
|
أقْرَضْتَنِي حُسْنَ الصَّنِيعِ تَبَرُّعاً
|
والقَرْضِ أفْضَلُ مِنْ جَزاءِ المُقْرِضِ
|
فَاعْذُرْ إذا ما الدَّهْرُ أخْمَدَ فِكْرَتِي
|
أيُّ لكِرَامِ بِدَهْرِهِ لَمْ يَغْرَضِ
|
جاءَتْكَ تُنْذِرُ بِالتَّوالِي بَعْدَها
|
كالفجْرِ في صدْرِ الصباحِ الأبْيَضِ
|
أبِنِي أبي العيشِ الأكارِمَ إنَّنِي
|
لولاكمُ لرَضِيتُ ما لمْ أرْتَضِ
|
ما زِلْتُ أعْتَرِضُ المَوارِدَ قامِحاً
|
حتّى وَصَلْتُ إلى البُحُوره الفُيَّضِ
|