ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني |
ألا كَريمٌ على الأيامِ يُعْدِيني |
مضى الكِرامُ وقَدْ خُلِّفْتُ بعدَهُمُ |
اشكو الزّمانَ إلى مَنْ ليسَ يُشكينِي |
كمْ أستفيدُ أخاً برّاً فيعجِزُنِي |
وأبْتَغِي ماجِداً مَحْضاً فيُعْييني |
أرجُو السَّماحَة َ مِمَّنْ ليسَ يُسعِفُني |
وأبْتغِي الرِّفدَ مِمَّنْ لا يُواسيِني |
لوْ كنتُ أقدِرُ والأقدارُ غالبَة ٌ |
لبِعْتُ فَضْلِي بِحَظِّي غيرَ مغْبونِ |
لوْ كانَ في الفضْلِ منْ خيرٍ لصاحِبهِ |
لكانَ فَضْلِيَ عَنْ ذِي النَّقْصِ يُغْنِيني |
يا هذهِ قدْ أصابَ الدهرُ حاجَتُهُ |
مِنِّي فحتّامَ لا ينفكُّ يرمِيني |
إنْ كانَ يَجْهَدُ أن أصْلى نوائبَهُ |
جمعاً فواحِدَة ٌ منهُنَّ تكْفِيني |
كأنَّهُ ليسَ يغْدُو مُرْسِلاً يَدَهُ |
بكلِّ نافذة ٍ إلا ليصْميني |
سلوْتُ لا مللاً عمَّنْ كلِفْتُ بهِ |
وَمِثلُ ما نالَ مِنِّي الدَّهْرُ يُسْلِيني |
ما كنتُ أرضى الهوى والوَجْدُ يُنْحِلُنِي |
حتّى بُلِيتُ فصارَ الهمُّ يُنْضِيني |
مَنْ كانَ ذا أُسْوَة ٍ فِيمَنْ بهِ حَزَنٌ |
فاليومَ بي يتأسّى كلُّ محزُونِ |