لنا مجلِسٌ ما فيهِ للهمِّ مدخَلٌ
|
ولا منْهُ يوماً للمسرة ِ مخرَجُ
|
تضَمَّنَ أصنافَ المحاسِنِ كُلَّها
|
فليسَ لباغِي العيشِ عنهُ معرَّجُ
|
غِناءً إلى الفتيانِ أشهى من الغِنى
|
به العيشُ يصفُو والهُمومُ تُفَرَّجُ
|
يخفُّ لهُ حِلْمُ الحليمِ صبابَة ً
|
ويَصْبُو إليهِ النّاسِكُ المُتَحَرِّجُ
|
وروْضاً كأنَّ القطْرَ غاداهُ فاغْتدى
|
يضُوعُ بمسْكِيِّ النسيمِ ويأْرَجُ
|
ترى نُكَتَ الأزهارِ فيهِ كأنَّها
|
كواكِبُ فِي أُفقٍ تُنِيرُ وتُسْرَجُ
|
ويذْكِرُكَ الأحبابِ فيهِ بدائِعٌ
|
منَ النوْرِ منها نرجسٌ وبنفسَجُ
|
فهذا كما يرنُو إليك بطرفة ٍ
|
أغنُّ غريرٌ فاتِنُ الطرْفِ أدعجُ
|
وهذا كما حَيّا بخطِّ عِذارِهِ
|
منَ الهيفِ ممشُوقُ العذارِ معرَّجُ
|
غريبُ افتتانِ الدلِّ في الحُسْنِ لمْ يزَلْ
|
تُعَقْرَبُ صْداغٌ لهُ وتُصَوْلَجُ
|
ومعشُوقُ نارَنْجٍ يُرِيكَ احمِرارُهُ
|
خُدُودَ عذارى بالعِتابِ تُضَرَّجُ
|
ونارٌ تُضاهِيها المُدامُ بنورِها
|
فتخمُدُ لكنَّ المُدامَ تأججُ
|
كُؤوسٌ كما تَهْوى النُّفوسُ كأنَّها
|
بنيلِ الأمانِي والمآربِ تُمْزَجُ
|
كانَّ القنانِي والصّوانِي لناظِرٍ
|
نُجومُ سماءٍ سائراتٌ وأبْرُجُ
|
معانٍ كأخلاقِ الأميرِ محاسِناً
|
ولكنَّهُ مِنهُنَّ أبْهى وأبْهَجُ
|
كأنَّا جميعاً دُونَهُ وهْوَ واحدٌ
|
بِساحِلِ بَحْرٍ رِيعَ مِنْهُ المُلَجِّجُ
|
أغَرُّ غَريبُ المَكْرُماتِ بمِثلهِ
|
تَقَرُّ عُيونُ المَكْرُماتِ وتَثْلَجُ
|
هوَ البحرُ لكنْ عندَهُ البحرُ باخِلٌ
|
هوَ البدْرُ لكنْ عندَهُ البدْرُ يسمُجُ
|