شرفاً لمجدِكَ بانِياً ومُقَوِّضاً |
ولِسَعْدِ جدِّكَ ناهِضاً أوْ مُنْهِضا |
إمّا أقَمتَ أوِ ارْتَحَلْتَ فَلِلْعُلَى |
والسَّيْفُ يَشْرُفُ مُغْمداً أوْ مُنْتَضا |
لقضى لكَ اللهُ السَّعادَة َ آيباً |
أوْ غائِباً واللَّهُ أعْدَلُ مَنْ قَضا |
تَقِصُ الأعادِي ظاعِناً أوْ قاطِناً |
واللَّيثُ أغْلَبُ مُصْحِراً وَمُغَيِّضا |
مستعْلِياً إنْ جدَّ سعيُكَ أوْ وَنى |
ومُظفَّراً إنْ كفَّ عزمُكَ أوْ مَضا |
حزْماً وإقداماً وليسَ بمنكَرٍ |
بأسُ الضَّراغِمِ وُثَّباً أوْ رُبَّضا |
وإلَيْكَ عَضْبَ الدَّوْلَة ِ الماضِي الشَّبا |
ألقى مقالِدَهُ الزَّمانُ وفَوَّضا |
فإلى ارْتِياحِكَ ينتَمِي صَوْبُ الحَيا |
وعَلى اقتِراحِكَ ينتهِي صَرْفُ القَضا |
يا مَنْ إذا نزعَ المُناضِلُ سهمَهُ |
يوماً كفاهُ مُناضِلاً أن يُنْبِضا |
وإذا الندى عزَّ الطِّلابَ مُصرحاً |
بلغَ المُنى راجِي نَداهُ مُعَرِّضا |
أرْعَيْتَ هذا المُلْكَ أشْرَفَ هِمَّة ٍ |
تأْبى لطَرْفِكَ طرْفَة ً أنْ يُغمِضا |
حصَّنْتَ هضْبَة َ عزِّهِ أنْ تُرْتَقى |
ومنَعْتَ عالِيَ جدِّهِ أنْ تُخْفَضا |
وحَمَيْتَ بالجُنْدَيْنِ طَوْلِكَ والنُّهى |
مبسُوطَ ظلَّ العدْلِ منْ أنْ يُقْبَضَا |
أشرَعْتَ حدَّ صَوارِمٍ لنْ تَختطا |
وشَرَعْتَ دِينَ مكارِمٍ لَنْ يُرْفَضا |
ما إنْ تُؤَيِّدُهُ بِبأسِ يُتَّقى |
حتى تُشَيِّدَهُ بسَعْيٍ مُرْتَضَا |
ولقدْ نعشْتَ الدينَ أمْسِ منَ التي |
ما كادَ واصِمُ عارِها أنْ يُرْحَضا |
حينَ استحالَ بها العُقُوقُ ندامة ً |
وأخَلَّ راعِيها المُضِلُّ فأَحْمَضا |
وغَدا المَرِيضَ بِها الَّذِي لا يُهْتَدى |
لشفائِهِ مَنْ كانَ فيها المُمْرِضا |
لما دَجا ذاكَ الظلامُ فلمْ يكُنْ |
معَهُ ليُغْنِينا الصَّباحُ وإنْ أضا |
والنُّصْحُ مُطَّرَحٌ مُذالٌ محْضُهُ |
إنْ كانَ يُمكِنُ ناصِحاً أنْ يَمْحَضا |
حتى أقمْتَ الحزْمَ أبْلَغَ خاطِبٍ |
فيها فحثَّ على الصَّلاحِ وحَضَّضا |
يثنِي بوجهِ الرّأْيِ وهوَ كأنَّهُ |
ماءُ الغديرِ حرْتَ عنهُ العرمضا |
حتى استضاءَ كأنَّما كشفَتْ بهِ |
كفّاكِ فِي الظَّلْماءِ فَجْراً أبْيَضا |
لمْ تُبْدِ إلا لحظَة ً أوْ لفظَة ً |
حتّى فَضَضْتَ الجَيْشَ قَدْ مَلأَ الفَضا |
دانيتَ بينَ قُلُوبِ قومِكَ بعدَما |
شَجَتِ الوَرى مُتَبايناتٍ رُفَّضا |
مِنْ بَعْدِ ما أحْصَدْتَ عَقْدَ مَواثِقٍ |
يأْبى كريمُ مُمَرِّها أنْ يُنْقَضا |
للهِ أيّة ُ نعمة ٍ محقوقة ٍ |
بالشُّكْرِ فيكَ وأيُّ سعدٍ قيِّضا |
أخذَ الزَّمانُ فَما ألمَنا أخْذَهُ |
إذْ كانَ خَيْراً مِنْهُ ما قَدْ عَوَّضا |
عزَّتْ سواكَ واسْمَحتْ لكَ صعبَة ً |
فَعَلَوْتَ صَهْوَتَها ذَلُولاً رَيِّضا |
لَكَ كُلَّ يَوْمٍ عِيدُ مَجْدٍ عائِدٌ |
للحمدِ فيهِ أنْ يَطُولَ ويَعْرُضا |
فالدَّهْرُ يَغْنَمُ مِنْ عَلائِكَ مَفْخَراً |
طَوْراً ويَلْبَسُ مِنْ ثَنائِكَ مِعْرَضا |
فتَهَنَّهُ وتملَّ عُمْرَ سعادة ٍ |
تقضِي النَّجُومُ الخالِداتُ وما انْقَضا |
لوْ حُلِّيَ المَدْحُ السَّنِيُّ بِحلْيَة ٍ |
يوْماً لذُهِّبَ ما أقولُ وفَضِّضا |
أوْ عُطِّرَتْ يوماً مقالة ُ مادِحٍ |
لغدا مقالِي للغوالِي مِخْوَضا |
وكَفاهُ عِطْرٌ مِنْ ثَناكَ كناسِمٍ |
بالرَّوْضِ مَرَّ تَحرُّشاً وتعَرُّضا |
ألْبَستُهُ شَرَفاً بمدحِكَ لا سَرى |
عَنْ مَتْنِهِ ذاكَ اللِّباسَ ولا نَضا |
ولقدْ مطَلْتُكَ بالمحامِدِ بُرهة ً |
ولَرُبَّما مَطَلَ الغَرِيمَ المُقْتَضا |
لوْلا الهَوى ودَلالُ معْشوقِ الهوى |
ما سوَّفَ الوَعْدَ الحبيبُ ومَرَّضا |
ولدَيَّ مِنْها ما يَهُزُّ سماعُهُ |
لوْ كُنْتُ أرْضى مِنْ مَدِيحِكَ بالرِّضا |
فإليكَ مجدَ الدِّينِ غُرَّ قصائِدٍ |
أسْلَفْتهُنَّ جميلَ صنعِكَ مُقْرِضا |
وبَلَوْتَهُنَّ وإنَّما يُنْبِيكَ عَنْ |
فضْلِ الجيادِ وسَبْقِها أنْ تُركضا |
مما تنخَّلهُ وحصَّلَ ماهِرٌ |
فضَلَ البريَّة َ ناثِراً ومُقَرِّضا |
رَقَّتْ كما رَقَّ النسيمُ بعرْفِهِ |
مَرِضاً وليسَ يصِحُّ حتى يمرَضا |
يُخْجِلْنَ ما حاكَ الربيعُ مُفَوَّفاً |
وَيَزِدْنَهُ خَجَلاً إذا ما رَوَّضا |
وكأنَّ نُوّارَ الثُّغُورِ مُقَبَّلاً |
فيها وتُفّاحَ الخُدُدوِ مُعَضَّضا |
تُهْدى إلى مَلِكٍ نداهُ مَعْقِلٌ |
حَرَمٌ إذا خَطْبٌ أمَضَّ وأرْمَضا |
عارِي الشَّمائِلِ مِنْ حَبائِلِ غَدْرَة ٍ |
يُمْسِي بها العِرْضُ المَصُونُ مُعرَّضا |
لا يُمْطِرُ الأعداءَ عارِضُ باْسِهِ |
إلاّ إذا برْقُ الصَّوارِمِ أوْمَضا |
أثْرى مِنَ الحمْدِ الزَّمانُ بجُودِهِ |
ولَقَدْ عِهِدْناهُ المُقِلَّ المُنْفِضا |
كُلٌّ على ذَمِّ الليالِي مُقْبِلٌ |
مادامَ عنْهُ الحظُّ فِيها مُعْرضا |
فلأمنحَنَّكَ ذا الثَّناءَ محبَّباً |
مادامَ مدْحُ الباخِلِينَ مُبَغَّضا |
أُثْنِي على مَنْ لَمْ أجِدْ متَحَوَّلاً |
عَنهُ ولا منْ جُودِهِ مُتَعَوّضا |
ما سَوَّدَ الدَّهْرُ الخَؤونُ مَطالِبِي |
إلاّ مَحا ذاكَ السَّوادَ وبَيَّضا |
منْ لمْ يرِدْ جدوْى أنامِلِكَ التي |
كُرِّمْنَ لَمْ يَرِد البُحُورَ الفُيَّضا |