هُوَ الرسْمُ لوْ أغنى الوُقوفُ على الرسْمِ |
هُوَ الحَزْمُ لوْلا بُعْدُ عَهْدِكَ بالحَزْمِ |
تجاهَلْتُ عِرْفانِي بِهِ غيرَ جاهِلٍ |
وللشوْقِ آياتٌ تدلُّ على عِلْمِي |
وواللهِ ما أدْرِي أبَوْحِيَ نافِعِي |
عشيَّة َ هاجَتْنِي المنازِلُ أمْ كَتْمِي |
عَشِيَّة َ جُنَّ القلْبُ فيها جُنُونُهُ |
ونازَعَني شوْقِي مُنازعَة َ الخَصْمِ |
وَقفْتُ أُداري الوَجْدَ خَوْفَ مَدامِعٍ |
تُبِيحُ مِنَ السِّرِّ المُمَنَّعِ ما أحْمي |
أُغالِبُ بالشَّكِّ اليقينَ صبابة ً |
وأدْفَعُ فِي صدْرِ الحقيقَة ِ بالوَهْمِ |
فلمّا أبى إلاّ البُكاءَ لِي الأسى |
بكَيْتُ فما أبقَيتُ للرسْمِ منْ رسْمِ |
وما مُسْتفيضٌ منْ غُروبٍ تنازَعَتْ |
عُراها السوانِي فهْيَ سُجْمٌ علَى سُجْمِ |
بأغْزرَ مِنْ عَيْنَيَّ يومَ تَمَثَّلَتْ |
على الظَّنِّ أعلامَ الحِمى وعلى الرجْمِ |
كأنِّي بِأجْزاعِ النَّقِيبَة ِ مُسْلَمٌ |
إلى ثائِرٍ لا يعْرِفُ الصَّفْحَ عَنْ جُرْمِي |
لقدْ وَجَدَتْ وَجْدِي الدِّيارُ بأهلِها |
ولوْ لمْ تَجِدْ وَجْدِي لما سقِمَتْ سُقْمِي |
عليهِنَّ وَسْمٌ للفِراقِ وإنما |
عليَّ لهُ ما ليسَ للنارِ منْ وسْمِ |
وكَمْ قسمَ البينُ الضَّنى بينَ مَنْزلٍ |
وجِسْمٍ ولكنَّ الهوى جائِرٌ القَسْمِ |
منازِلُ أدْراسٌ شجانِي تُحُولُها |
فَهَلاَّ شَجاها ناحِلُ القَلْبِ والجِسمِ |
سقاها الحيا قبْلِي فلمّا سقَيْتُها |
بِدَمْعِي رأتْ فَضْلَ الوَلِيِّ على الوَسْمِي |
ولوْ أنَّنِي أنصَفْتُها ما عدلْتُها |
عنِ الكرَمِ الفيّاضِ والنّائِلِ الجَمِّ |
إذا ما ندى تاجِ المُلُوكِ انبَرى لهَا |
فَما عارِضٌ ينهَلُّ أوْ دِيمَة ٌ تَهْمِي |
هوَ المَلْكُ أما حاتِمُ الجُودِ عندَهُ |
فيُلْغى ، ويُنسى عندَهُ أحنَفُ الحلمِ |
يجلُّ عنِ التمثيلِ بالماطِرِ الرِّوى |
ويعلُو عنِ التَشْبيهِ بالقَمَرِ النِّمِّ |
ويكرُمُ أنْ نرْجُوهُ للأمْرِ هَيِّناً |
ويَشْرُفُ أنْ ندعُوهُ بالماجِدِ القَرْمِ |
إذا نحْنُ قُلْنا البدْرُ والبحرُ والحَيا |
فقدْ ظُلِمَتْ أوصافُهُ غايَة َ الظُّلْمِ |
وأيسَرُ حَقٍّ للمَكارِمِ عِنْدَهُ |
إذا هُوَ عدَّ الغُرْمَ فيها منَ الغُنْمِ |
يَروحُ سَلوباً للنُّفوسِ معَ الوغى |
ويَغدو سَليباً للثَّناءِ معَ السِّلْمِ |
ولا يعرِفُ الإحجامَ إلا عنِ الخَنا |
ولا يُنْكِرُ الإقدامَ إلا على الذَّمِّ |
خفيفٌ على العلياءِ والحمْدِ والندى |
ثقيلٌ عنِ الفحْشاءِ والبَغْيِ والإثْمِ |
سَريعٌ إلى الدّاعِي بَطِيءٌ عنِ الأذى |
قريبٌ منَ العافِي بعيدٌ منَ الوصْمِ |
هُمامٌ إذا ما ضافَهُ الهمُّ لمْ يجدْ |
سِوى المجْدِ شيئاً باتَ مِنهُ على همِّ |
إذا ذُكِرَ الأحبابَ كانَ ادِّكارُهُ |
شِفارَ المَواضِي أوْ صُدُورَ القنا الصُّمِّ |
يرى المالَ بسلاماً ما عداها ولَمْ يَكُنْ |
لِيَطْعَمَ لَيْثٌ دُونَ فَرْسٍ ولا ضَغْمِ |
وكمْ في ظُباها منْ ظِباءٍ غريرَة ٍ |
وفي قصَبِ المُرّانِ منْ قصَبٍ فَعْمِ |
إذا قارعَ الأعداءَ والخَصْمَ لمْ يقِفْ |
على غايَة ٍ بينَ الشجاعَة ِ والحزْمِ |
يُعوِّلُ منهُ العسكَرُ الدَّهْمُ في الوغى |
على واحدٍ كمْ فيهِ من عسكرٍ دهْمِ |
إذا حَلَّ فالأموالُ لِلبذْلِ والنَّدى |
وإن سارَ فالأعداءُ للذلِّ والوَقْمِ |
حُسامُ أميرِ المُؤمنينَ ابنُ سَيْفهِ |
فيا لكَ منْ فرْعٍ ويا لَكَ منْ جذْمِ |
مُكابدُ أيّامِ الجهادِ ومَوْئِلُ الـ |
ـعِبادِ وحامِيهمْ وقدْ قلَّ مَنْ يَحْمِي |
وَمُقْتَحِمُ الأجيالِ يوَمَ تَمَنَّعَتْ |
ذِئابُ الأعادِي في ذوائِبِها الشُّمِّ |
غَداة َ يَغُورُ السَّهْمُ فِي السَّهْمِ والقَنا |
بحيثُ القنا والكلْمُ في موضِعِ الكلْمِ |
ولا فرْقَ فيها بينَ عزْمٍ وصارِمٍ |
كأنَّ الظُّبى فِيها طُبِعْنَ مِنَ العَزْمِ |
وما يَومُهُ فِي المُشرِكينَ بواحِدٍ |
فنجْهَلَهُ والعالَمُونَ ذَوُو عِلْمِ |
وقدْ عجمَ الأعداءُ منْ قبلُ عُودَهُ |
فنجهَلَهُ والعالَمونَ ذَوُو علْمِ |
وقدْ عجمَ الأعداءُ منْ قبْلُ عُودَهُ |
فأدْرَدْهمُ ولا نبعُ مُمتنعُ العجمِ |
سموتُ إلى الفخرِ الشريفِ مقامُهُ |
ومِثْلِيَ مَنْ يسمُو إليهِ ومَنْ يُسْمِي |
وكنْتُ على حُكْمِ النوائِبِ نازِلاً |
فأنْزَلَها تاجُ المُلوكِ على حُكْمِي |
وما العُذْرُ عندِي بعدَ أخْذِي بحبْلِهِ |
إذا قدَمِي لمْ أُوْطِها هامَة َ النَّجْمِ |
إذا ما نظَمْتُ الحمدَ عقْداً لمجدِهِ |
تمنَّتْ نُجُومُ الليلِ لوْ كُنَّ منْ نظْمِي |
وكمْ للمعالِي منْ معالٍ بمدحِهِ |
وللشَّرَفِ المذكورِ منْ شَرفٍ فخْمِ |
ألا ليتَ لي ما حاكَهُ كُلُّ قائِلٍ |
وما سارَ في عُرْبٍ منَ المدْحِ أوْ عُجْمِ |
فأُثْنِي علَى العيسِ العتاقِ لقصْدِهِ |
بِما جَلَّ مِنْ فِكْرِي وَما دَقَّ مِنْ فَهْمِي |
فلَمْ أقْضِ إبْلاً أوْصَلَتْنِيهِ حَقَّها |
ولوْ عُفِّيَتْ مِنها المَناسِمُ بِاللَّثْمِ |
إليكَ ابنَ خَيرِ النَّاسِ ظَلَّتْ رِكابُنا |
كأنَّ عليْها السيرَ حتْمٌ منَ الحتْمِ |
إلى مَلِكٍ ما حَلَّ مِثْلُ وَقارِه |
على مَلِكٍ صَتْمٍ ولا سيدٍ ضخْمٍ |
جوادٌ وما جادَتْ سماءٌ بقطْرِها |
كَرِيمٌ وما دارتْ عليْهِ ابنَة َ الكَرْمِ |
تخوَّنَتِ الأيامُ حالِي وأقْسَمَتْ |
عليَّ اللَّيالِي أنْ أعيشَ بلا قِسْمِ |
ولَمْ يُبْقِ مِنِّي الدَّهْرُ إلاّ حُشاشة ً |
إلا كما أبقى نداكَ منَ العُدْمِ |
رمى غرضَ الدنيا هوايَ فلمْ يُصِبْ |
وَكَمْ غَرَضٍ مِنها أُصيبَ ولَمْ أرْمِ |
وما بعدَ إفضائِي إليكَ وموقِفِي |
بربْعِكَ منْ شَكْوى ً لدهْرٍ ولا ذَمِّ |
وها أنا ذا قدْ قُدْتُ وُدِّي ومُهْجَتِي |
إلى ذا النَّدى قَوْدَ الذَّلُولِ بلا خَزْمِ |
لتبْسُطَ بالمعروفِ ما كَفَّ منْ يدِي |
وَتَجْبُرَ بالإحْسانِ ما هاضَ مِنْ عَظْمِي |