وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ بقاؤُكَ أوْفى اقتِرَاحِ الأمانِي |
وعزُّكَ أشرَفُ حظِّ التَّهانِي |
وَحَمْدُكَ أفْضَلُ نُطْقِ اللَّبِيبِ |
ومدحُكَ أصدَقُ سحْرِ البيانِ |
وما الشَّهْرُ والدَّهْرُ إلاّ بِأنْ |
تفُوزَ بسعدِهِما يسعدانِ |
بمجدكَ يا ثالِثَ النيِّرَيْنِ |
وثانِي الحَيا يَفْخَرُ النِّيِّرانِ |
فَلا تَجْهَلَنَّكَ زُهْرُ النُّجُومِ |
فإنَّكَ منْها على البُعْدِ دانِ |
فيا سيِّدَ الرُّؤَساءِ الذيـ |
ـنَ سادُوا وَسَيِّدَ أهْلِ الزَّمانِ |
ويا خَيرَ مَنْ وَلَدَ المُنْجِبُونَ |
وأكْرَمَهُمْ شائِداً بَعْدَ بانِ |
دَعانِي نَداكَ فَكَمْ نِعْمَة ٍ |
تقلبْتُ في ظلِّها مُذْ دعانِي |
إذا ما سألْتُ أفادَ الغِنى |
وإنْ لَمْ أسلْ جادَنِي وابتَدانِي |
وإنْ أنا أغْبَبْتُهُ زائِراً |
تَعَهَّدَنِي تائِقاً واقْتَضانِي |
مَواهِبُ تُنْتَجُ قَبلَ المَخا |
ضِ جوداً وتُثْمِرُ قبلَ الأوانِ |
فَمالِي تُطاوِلُنِي حاجَة ٌ |
عنانِيَ مِنْ شأْنِها ما عَنانِي |
وكيفَ يُحَلِّئُنِي مَنْ شَفى |
أُوامِي ويُهْمِلُنِي مَنْ رَعانِي |
وكَمْ باتَ يَخْذُلُنِي مَنْ أعا |
نَ فَضْلِي وَيُسْلِمُنِي مَنْ حَمانِي |
وما كنْتُ آمُلُ أنِّي لديـ |
ـكَ ألْجا إلى غَفلَة ٍ أوْ تَوانِ |
ولَوْ شِئْتُ إذْ رابَنِي ما يَرِيبُ |
هَزَزْتُكَ هزَّ الحُسامِ اليَمانِي |
أُدِلُّ عليكَ وأَشْكُو إليْـ |
ـكَ نَبْوَة َ حَظِّ شَديدِ الحرانِ |
ويُطْمِعُنِي فيكَ أنَّ الثنا |
ءَ ما زالَ منْكَ مَكِينَ المَكانِ |
بَقِيتَ لإحْسانِكَ المُرْتَجى |
بقاءَ المدائِحِ فيكَ الحِسانِ |
وَعِشْتَ لِراجِيكَ فِي النّائِبا |
تِ فَلاًّ لِعادٍ وفَكًّا لِعانِ |
فكَمْ لكَ مِنْ نعمة ٍ ضخمَة ٍ |
لَدَيَّ وَمَنٍّ بِغَيرِ امْتِنانِ |
أراكَ أماناً مِنَ الحادِثاتِ |
فلا زلْتَ منْ صَرْفِها في أمانِ |
وشَدَّ لَكَ الأزْرَ رَبٌّ حَباكَ |
بنجلَيْنِ نسْلِ الأغرِّ الهِجانِ |
إلى أنْ تُرى قَمَراً طَالِعاً |
علَى الخلْقِ يحجُمُهُ الفَرْقدانِ |