جَيْشُ المَلاَحَة ِ مَقْرُونٌ بِهِ الظَّفَرُ
|
كذاكَ قالتْ لَنا الأحداقُ والطُّرَرُ
|
فاذهبْ إذا أراكَ الحُسنُ بارِقَة ً
|
فإنَّ دَمعكَ إن تستسقها المَطَرُ
|
وَنَادِ ظَبْيَ النَّقَا إنْ عَنَّ مُلْتَفِتاً
|
يا نُزهة َ العينِ لولا الدَّمعُ والسَّهرُ
|
إنّي أَبُثُّكَ مِنْ شَرححِ الهَوَى طُرَفاً
|
فبعضُ أيسره عندي لهُ سِيَرُ
|
سهلٌ وُقُوعُ الفتى لكنْ تخلُّصهُ
|
صَعْبُ المَرامِ بِطيءٌ سَيْرُهُ عَسِرُ
|
حَتَّى إذَا لَمْ يَفُزْ بالصَّبْرِ حَامِلُهُ
|
رام السلو وقد لا يسعد القدرُ
|
فإن يفته يمتْ وجداً وإنْ ظَفَرَتْ
|
بهِ يداهُ تبقَّى عنهُ أثرُ
|
إنّي وإنْ كُنْتُ أَنْهَى النَّاسَ عَنْ كَلَفٍ
|
فإنَّ لي في الهوى شأناً لهُ خَبَرُ
|
وناظراً بتُّ في تسهيدهِ قلقاً
|
ألُومُهُ ثُمَّ أستحيي فاعتذرُ
|
يا حبَّذا معهدٌ للحسنِ ما دَرَسَتْ
|
رُسُومُهُ وسقاهُ الدِّلُّ والخَفَرُ
|
يروقُ للحسنِ حتَّى تُجتلى غُرَرٌ
|
بِسُوقِهِ وَهُوَ لَوْ يَدْرِي بِهَا غَرَرُ
|
ساقتْهُ نحوَ أباطيلِ المُنى صوَرٌ
|
مِنْ حُسْنِهَا تُلِيَتْ في حُبِّهِ سُوَرُ
|
لا ذَنْبَ لِلْعَيْنِ بَلْ لِلْقَلْبِ ما خُلِقَتْ
|
إلا لِيُدْرِكَ مَا يُبْدِي لَهُ البَصَرُ
|
فَالقَدُّ فالجِيدُ فالخَدُّ المُوَرَّدُ
|
فالأَصْدَاغُ فالثَّغْرُ فالأَجْفَانُ فالحَوَرُ
|
مَنَازِلٌ مَا سَرَتْ في حَيِّها مُهَجٌ
|
إلاَّ وأَوْقَفَها في حُبِّهِ الفِكَرُ
|
وأَهْيَفَ كُلُّ قَلْبٍ في مَحَبَّتِهِ
|
عانٍ وكُلُّ دمٍ في حُبِّهِ هَدَرُ
|
أفكرتُ مُذْ غابَ عني وجهُهُ سَهَري
|
حَيْثُ الكَرَى مُذْ تَغيبُ الشَّمْسُ يُنْتَظَرُ
|
سهلُ العريكة ِ مِثلُ البدرِ في عُمرٍ
|
فَمَا أَلمَّ بِهِ كِبْرٌ ولاَ كِبَرُ
|
لَوْلاَ النُّهَى وَظُنون الكاشِحين بِنا
|
لَكانَ وِرْدُ الهَوى ما عنهُ لي صدرُ
|
لَيْسَ السِّيَادَة ُ في سُودِ العُيونِ وَلاَ
|
بالخمرِ يرفعُ عنْ وجهِ النُّهى الخُمُرُ
|
يا ساقي الشرب عطِّلْها فقدْ جُليتْ
|
بغيرِ ذاتِ الحبابِ النفسُ والفِكَرُ
|
وَيَا ظِبَاءَ الحِمَى لا السَّرْبُ يُطْمِعُني
|
منهُ السَّرابُ ولا مِنْ جيرة الحَورُ
|
وَيَا غُصُونَ النَّقا لا أَصْلُكُنَّ هُوَ الـ
|
ـظِّلُّ الظَّلِيلُ ولا الحُلْوُ الجَنَى الثَّمَرُ
|
وَيَا دِيَارَ الحِمَى شُطِّي أَوْ اقتربي
|
إنْ شَاءَ أَوْ لاَ جَادَكِ المَطَرُ
|
لي همة ٌ في العُلى لا طالَ لي عُمرٌ
|
إن كانَ في ساعدي عن نيلها قِصرُ
|
وليسَ تضمرُ لي خيلٌ ولا إبلٌ
|
ما تضمِرُ المُعزماتِ البيضُ والسُّمرُ
|
قالوا الشَّيْبَة ُ عَنْ دَعْوَاهُ تَزْجُرُهُ
|
لقد صدقتُمْ ولكنْ ليسَ يزدجِرُ
|
إنَّ الذي لَمْ يَزَلْ في عَزْمِهِ كِبَرٌ
|
ما ضَرَّهُ إنْ يَكُنْ في سنِّهِ صِغَرُ
|
لي بالأميرِ أدامَ الله رِفعتَهُ
|
عزٌّ منيفٌ بهِ أسطُو وأقتدِرُ
|
وإنَّكَ ابْنُ جَلا لكنْ عُرِفْتَ فَلاَ
|
تُلْقِ العَمَامَة َ أَنَّى يُجْهَلُ القَمَرُ
|