أمينَ المُلكِ حسبُكَ مِنْ أمينِ
|
وُقِيتَ نَوائِبَ الزمَنِ الخَؤُونِ
|
ليهْنِ المُلْكَ أنَّكَ بتَّ منْهُ
|
بمنزِلَة ِ الخدينِ من الخَدِينِ
|
ولوْتُحْبا بقدْرِكَ كُنْتَ منهُ
|
مَكانَ التّاجِ مِنْ أعْلى الجَبِينِ
|
سموتَ بهمتِي عزْمٍ وحزْمٍ
|
وطُلْتَ بِشَيمَتِيْ كَرَمٍ وَدِينِ
|
فما تنفَكُّ مِنْ فضْلٍ عميمٍ
|
على العافِي ومِنْ فضْلٍ مُبينِ
|
كأنَّكَ مُطْلَقُ الحَدَّيْنِ ماضٍ
|
أفاضَتْ ماءَهُ أيْدِي القُيُونِ
|
صَفاءُ خلائِقٍ وَبَهاءُ خَلْقٍ
|
فسَعْداً للقُلُوبِ وللعُيونِ
|
كَأَيّام الصِّبا حَسُنَتَ وَرَقَّتْ
|
وأيّامِ الصَّبابَة ِ والشُّجُونِ
|
ظَنَنْتُ بِكَ الجَمِيلَ فَكُنْتَ أهْلاً
|
لتصدِيقِي وتصدِيقِ الظّنُونِ
|
وما شِيمَتْ سحابُ نداكَ إلاّ
|
سَحَبْتُ ذَلاذِلَ الحَمْدِ المَصُونِ
|
فَما بالِي جُفِيتُ وكُنْتُ مِمَّنْ
|
إلَيْهِ الشَّوْقُ مَجْلُوُبِ الحَنِينِ
|
أبَعْدَ تعلُّقِي بكَ مُسْتَعيذاً
|
وأخْذِي منْكَ بالحَبْلِ المتينِ
|
يُرَشَّحُ لِلْعُلى مَنْ لَيْسَ مِثْلِي
|
ويُدْعَى لِلْغِنى مَنْ كانَ دُونِي
|
أرى عِيدانَ قومٍ غيرَ عُودِي
|
مِنَ الأثْمارِ مُثْقَلَة َ الغُصُونِ
|
ومالِي لا أذُمُّ إلَيْكَ دَهْرِي
|
إذا المُتَأخِّرُونَ تقدَّمُونِي
|
وما إنْ قُلْتُ ذَا حَسَداً لِحُرٍّ
|
أفاقَ الدهْرُ فيهِ منَ الجنُونِ
|
ولكنَّ العُمُومَ منَ الغوادِي
|
أحَقُّ بشِيمَة ِ الغيْثِ الهَتُونِ
|
لقدْ قبضَ الزَّمانُ يدِي وأعْيَتْ
|
عليَّ رِياضَة ُ الحظِّ الحَرُونِ
|
وما استصْرَخْتُ فيضَ نداكَ حتى
|
عنانِي منهُ بالحَربِ الزَّبُونِ
|
بَقِيتَ لروحِ مكْرُوبٍ لهيفٍ
|
دعاكَ وفَكِّ مأسُورٍ رَهِينِ
|
وعِشْتَ مُحَسَّدَ الأيامِ تسْمُو
|
إلى العَلْياءِ مُنْقَطِعَ القَرِينَ
|