أما وَعِتاقِ العَيسِ لَوْ وَجَدَتْ وَجْدِي |
لَقَيَّدَ أيْدِي الواخِداتِ عَنِ الوخْدِ |
إذاً عَلِمَتْ أنَّ الوَجى لَيْسَ كالجَوى |
وَحَبَّبَ ما يُنْضِي إليْها الَّذِي يُرْدِي |
دَعاها نَسِيمُ البانِ والرَّنْدِ بالحِمى |
وهَيْهاتَ منْها مَنْبِتُ البانِ والرَّنْدِ |
يطيرُ بِها لُباً على القُرْبِ والنَّوى |
ويَحْمِلُها شَوْقاً على الجَوْرِ والقَصْدِ |
ولولا الهوى لمْ تَرْضَ بالجزْعِ حاجِراً |
ولمْ تهْجُرِ الغمْرَ النَّمِيرَ إلى الثَّمْدِ |
أجِدَّكَ ما تَنْفَكُّ بِالغَوْرِ ناشِداً |
فؤاداً بنجدٍ يا لقلبكَ منْ نجدِ |
وإنّي لتصميني سهامُ ادِّكاركُمْ |
وإنْ كانَ رامِي الشَّوْقِ منِي على بُعْدِ |
تمادِي غرامٍ ليسَ يَجْرِي إلى مدى ً |
وفرْطُ سقامٍ لا يُقِيمُ علَى حدِّ |
ومَا أنْسَ لا أنْسَ الحِمى وأهِلَّة ً |
تُضِلُّ وَمِنْ حَقِّ الأهِلَّة ِ أنْ تَهْدِي |
زَمانٌ إخالُ الجَهْلَ فِيهِ مِنَ النُّهى |
وحُبٌّ أعُدُّ الغَيَّ فيهِ منَ الرُّشْدِ |
غَنِينَ وَما نَوَّلْنَ نَيْلاً سِوى الجَوى |
وبِنَّ ما زَوَّدْنَ زاداً سوا الوجْدِ |
عَواطِفُ يُعْيِي عَطْفُها كُلَّ رائِضٍ |
ضعائِفُ يُوهِي ضَعْفُها قُوَّة َ الجَلْدِ |
إذا نَظَرَتْ بَزَّتْ قُلُوباً أعِزَّة ً |
وإنْ خَطَرَتْ هَزَّتْ قُدودَ قَناً مُلْدِ |
غوالِبُ فتْكٍ لمْ يَصُلْنَ بقوّة ٍ |
طَوالِبُ ثأرٍ لَمْ يَبِتْنَ عَلَى حِقْدِ |
منَ المُصْبِياتِ المُحْيياتِ بدَلِّها |
علَى خطإٍ والقاتِلاتِ على عِمدِ |
فودّعنَّ بلْ أودَعنْ قلبي حزازة ً |
وخلَّفْنَ فرْدَ الشَّوْقِ بالعَلَمِ الفَرْدِ |
خَلِيلَيَّ ما أحْلى الحَياة َ لَوَ کنَّها |
لِطاعِمِها لَمْ تَخْلِطِ الصّابَ بالشُّهْدِ |
لقدْ حالَتِ الأيامُ عنْ حالِ عهْدِها |
وَمَنْ لِي بأيامٍ تَدُومُ عَلى العَهْدِ |
سَلَبْنَ جَمالِي مِنْ شَبابٍ وَثَرْوَة ٍ |
ووفَّرْنَ حظِّي منْ فراقٍ ومنْ صدِّ |
وأنْحَيْنَ حَتّى ما تَرَكْنَ بَوارِياً |
علَى العظْمِ منْ نحْضٍ لبارٍ ولا جلْدِ |
وَما شاقَنِي أنْ لَسْتُ مُسْتَعْدِياً علَى |
نوائبِها إلاّ لقلَّة ِ منْ يُعْدِي |
ولا بُدَّ أنْ أدْعُو لدَفْعِ خُطُوبِها |
كَرِيماً فإنْ كانَ ابْنَ سَعْدٍ فَيا سَعْدِي |
فما عنْ كمالِ الدينِ في الأرضِ مذهَبٌ |
لِحُرٍّ أجاجَتهُ الخطُوبُ ولا عَبْدِ |
وإنَّ کعْتِصامِي بالوَزِيرِ وَظِلِّهِ |
يَدٌ لِلنَّدى ما مِثْلُها مِنْ يَدٍ عِنْدِي |
وأيُّ مرامٍ أبتغِي بعدَ جُودِهِ |
كَفى الغَيْثُ مَنْ يُجْدِى عَلَيْهِ وَمَنْ يُجْدِي |
وها أنا قدْ ألقيتُ رَحْلِي بربعِهِ |
إلى السؤدُدِ العادِيِّ والكَرَمِ العِدِّ |
إلى هَضْبَة ٍ شَمّاءَ عَزَّتْ عَلى الذُّرى |
وَفِي جُنَّة ٍ حَصْداءَ جَلَّتْ عَنِ السَّرْدِ |
إلى أوْحَدٍ أهْدِي لَهُ الحَمْدَ وَحْدَهُ |
بِحَقٍّ وَلا يُهْدِي إلَيَّ الغِنى وَحْدِي |
أقَلُّ عَطاياهُ التَّوَقُّلُ فِي العُلى |
وأدْنى سجاياهُ التفرُّدُ بالمَجْدِ |
مُبِيدُ العِدى قَهْراً ولَيْسَ بِمُعْتَدٍ |
ومُحْيي الوَرى بذْلاً وليسَ بمُعتدِ |
أعزُّ حمى ً منْ فازَ منْهُ بذمة ٍ |
وأوْفى غنى ً منْ باتَ منهُ على وعدِ |
فتى ً همُّهُ ما كانَ للبرِّ والتُّقى |
ومغنمُهُ ما كانَ للأجْرِ والحمْدِ |
مِنَ النّاقِدِينَ العاقِدِينَ عَنِ الخَنا |
مآزِرَهُمْ والسالِمينَ علَى النّقدِ |
مُجاوِرُهُمْ فِي الخَوْفِ لِلْجارِ مَعْقِلٌ |
ووفدُهُمُ في المحْلِ منتَجَعُ الوَفْدِ |
إذَا الغَيْثُ أكْدَى أنْشأتْ مَكْرُماتُهُمْ |
مواطِرَ غيثٍ لا يُغبُّ ولا يُكْدِي |
وإنْ زمَنُ الوَرْدِ انقضى كانَ عندَهُمْ |
مواهِبُ يُلْغى عندَها زمَنْ الوَرْدِ |
لهُمْ منْ ذَوِي التِّيجانِ كُلُّ مُخَلَّدٍ |
عَلى فَقْدِهِ، إنَّ الثَّناءَ مِنَ الخُلْدِ |
ومجدٌ حَماهُمْ طاهِرٌ أنْ يُقَصِّرُوا |
بِهِ عَنْ أبٍ حازَ المَكارِمَ أوْ جَدِّ |
أغَرُّ إذا أعْطى أفادَ وإنْ سَطا |
أبادَ وإنْ أبْدى أعادَ الذي يُبْدِي |
مُنِيفٌ على هامِ المُسامِي كأنَّما |
أطَلَّ مِنَ النَّشْزِ العَلِيِّ عَلى وَهْدِ |
يريكَ اهتزازاً في الأَسِرَّة ِ فخْرُها |
بهِ وکخْتِيالاً فِي المُطَهَّمَة ِ الجُرْدِ |
وَتُعْزَى إلَيْهِ المَكْرُماتُ ولَيْسَ لِلْـ |
ـكَواكِبِ أنْ تُنْفى عنِ القَمَرِ السَّعْدِ |
جَدِيرٌ بأنْ يُبْدِي لَهُ عَفْوُ رأيهِ |
خَفِيَّة ٍ ما يُعْيِي الرِّجالَ مَعَ الجَهْدِ |
وأنْ يَسَعَ الأمْرَ الَّذِي حَرِجَتْ بِه |
مَذاهِبُ خَطِيِّ القَنا وَظُبى الهِنْدِ |
جَلَوْتَ القَذَى عَنْ ناظِرِ الدِّينِ بَعْدَ ما |
أتاكَ بِعَيْنِ الشَّمْسِ في الأعْيُنِ الرُّمْدِ |
وكنْتَ ثقافاً للزمانِ فلمْ تَزَلْ |
تُقَوِّمُ منْهُ كُلَّ أعوَجَ مُنْأَدِّ |
فَلَمْ تُخْلِ سَرْحاً ذَلَّ راعِيهِ مِنْ حِمًى |
ولم تخل ثغراً قلَّ حاميه من سَدِّ |
أخائذُ دينٍ بات يُمنكَ كافلاً |
لَهُ يَوْمَ أمْضَيْتَ کعْتِزامَكَ بالرَّدِّ |
وَلَيْسَ بِبَدْعٍ مِنْكَ حدُّ صَرِيمَة ٍ |
ثَنَتْ نُوَبَ الأيّامِ مَفْلُولَة َ الحَدِّ |
وفِي أيِّ خَطْبٍ لَمْ تَكُنْ قاضِبَ الشَّبا |
وَفِي أيِّ فَضْلٍ لَمْ تَكُنْ ثاقِبَ الزَّنْدِ |
كأنَّكَ مَجْبُورٌ على الفَضْلِ وَحْدَهُ |
فَمالَكَ مِنْ أنْ تُدْرِكَ الفَضْلَ مِنْ بُدِّ |
إليكَ زَففْنا كُلَّ حسناءَ لوْ عدَتْ |
عُلاكَ لَعادَتْ غَيْرَ مَلْثُومَة ِ الخَدِّ |
مِنَ الحالِياتِ العالِياتِ مَناصِباً |
تُماثِلُ مَنْ قَبْلِي وتَفْضُلُ مَنْ بَعْدِي |
تُظَنُّ مُقِيماتِ وَهُنَّ سَوائِرٌ |
مُخَيِّمَة ً تَسْرِي مُعَلَّقة ً تَخْدِي |
رواءٌ وسجفُ الغَيْمِ ليسَ بمُسْبَلٍ |
ضواحٍ وجَيْبُ الليلِ ليسَ بمُنْقَدِّ |
تَمُتُّ بآمالٍ إلَيْكَ كأنَّها |
رِقابُ صَوادٍ يعْتَرِكْنَ عَلَى وِرْدِ |
وَما زِلْتَ لَبّاساً مِنَ الحَمْدِ فَخْرَهُ |
ولَكِنَّ غَيرَ السَّيفِ يَفْخرُ بِالغِمْدِ |
إذا زَيَّنَ الحسناءَ عقدٌ بجيدِها |
فأحْسنُ منْهُ زينة ً موضِعُ العقدِ |
أتيتُكَ للعليا فإنْ كنتَ منْعِماً |
فَبالعِزَّة ِ القَعْساءِ لا العَيْشَة ِ الرَّغْدِ |
إذا نائِلٌ لَمْ يَحْبُنِي الفَخْرَ نَيْلُهُ |
فإنَّ انْقِطاعَ الرِّفْدِ فيهِ منَ الرِّفْدِ |