أدنى اشتِياقِي أنْ أبِيتَ عَليلا |
وأقلُّ وجدِي أنْ أذُوبَ نحولا |
كمْ أكتُمُ الشوقَ المُبرحَ والهوى |
وكَفى بدمعِي والسقامِ دليلا |
فاليومَ قدْ أمضى الصدودُ تلدُّدِي |
وأعادَ حَدَّ تَجَلُّدِي مَفْلُولا |
أشْكُو فينصدِعُ الصفا ليَ رقَّة ً |
لوْ كانَ يرحَمُ قاتِلٌ مقْتُولا |
وأذِلُّ منْ كمدٍ وفرطِ صبابَة ٍ |
والحُبُّ ما تركَ العزيزَ ذليلا |
يا لَيْتَنِي إذْ خانَ مَنْ أحْبَبْتُهُ |
يوماً وجدتُ إلى السُّلُوِّ سَبيلا |
ما لِي شُغِلْتُ بِحُبِّ مَنْ لا يَنْثَنِي |
كَلِفاً بِغَيرِ مُحِبِّهِ مَشغُولا |
ما لِي أرى بردَ الشرابِ مُعرَّضاً |
فأُذادُ عَنهُ وَما شَفَيْتُ غَلِيلا |
مَنْ مُسعِدِي مَنْ عاذِلِي مَنْ راحِمِي |
مَنْ ذا يُعِينُ مُتَيَّماً مَخْبُولا |
يا عاذِلِي أرأيتَ مغلُوبَ الحَشا |
يَعْصِي الصَّبابة َ أوْ يُطِيعُ عَذُولا |
لَوْ كُنْتَ تعْلَمُ ما لَقِيتُ مِنَ الهَوى |
لوَجَدْتِني لِلنّائِباتِ حَمُولا |
ما لِي عَلى صَرْفِ الحَوادِثِ مُسْعِدٌ |
إلاّ رَجاءُ سماحِ إسماعيلا |
الماجدُ الغَمْرُ الأبيُّ الأوحَدَ الـ |
ـبرُّ الوَفِيُّ الباذِلُ المأمولا |
منْ لا يرى أنَّ الجوادَ بمالِهِ |
منْ لا يكُونُ على العلاءِ بخيلا |
الجاعِلُ الفِعلَ الجَميلَ ذَرِيعَة ً |
إبَداً إلى حَمدِ الورى وَوَسِيلا |
منْ لا يعُدُّ البحرَ نهلَة َ شارِبٍ |
يوماً ولا الخطْبَ الجليلَ جليلا |
قَدْ نالَ مِنْ شَرَفِ الفِعالِ ذَخِيرَة ً |
تَبْقَى إذا كادَ الزَّمانُ يَزُولا |
وکسْتَخْلَصَ الحَمْدَ الجَزِيلَ لِنَفسهِ |
فَحْواهُ واتَّخَذَ السَّماحَ خَلِيلا |
ما إنْ تراهُ الدَّهْرَ إلاّ قائِلاً |
لِلْمَكرُماتِ الباهِراتِ فَعُولا |
إنْ سِيلَ عندَ الجُودِ كانَ غمامَة ً |
أوْ عُدَّ يَوْمَ البأسِ كانَ قَبِيلا |
همماً تَطُولُ بحزمِهِ وعزائِما |
بُتْكاً كما اخْتَرَط الكُماة ُ نُصُولا |
ومناقباً لا يأْتَلينَ طوالِعاً |
أبداً إذا هوَتِ النجومُ أُفُولا |
وإلى وَجيهِ الدَّولَة ِ ابنِ رَشيدِها |
حمداً كنائِلِهِ الجزِيلِ جِزِيلا |
مِنْ مَعْشَرٍ كانُوا لأُمّاتِ العِلى |
أبداً فحُولاً أنْجَبَتْ وَبُعُولا |
الباهِرينَ فضائِلاً والغامِرِيـ |
ـنَ نَوافِلاً والطَّيِّبينَ أصُولا |
يکبْنَ المُحَسِّنِ طالَ ما أحْسَنْتِ بِي |
كَرَماً يَبِيتُ مِنَ الزَّمانِ مُدِيلا |
إنْ كانَ يَقْصُرُ عَنْكَ ثَوْبُ مَدائِحي |
فلقدْ يكونُ على سواكَ طَويلا |
مَنْ ذَا يَقُومُ بِشُكْرِ ما أوْلَيْتَهُ |
حمَّلْتَنِي منّاً عليَّ ثَقيلا |
فلأشكرنكَ ما تَغنّى تائقٌ |
طَرِبٌ وما دَعَتِ الحمامُ هدِيلا |
ولأمنحنَّكَ منْ ثنائِي مقولاً |
ما كانَ قبلكَ في الزمانِ مَقُولا |
لا تَسْقِنِي إلاّ بِكَفِّكَ إنَّما |
خيرُ السَّحائِبِ ما يَبِيتُ هَمُولا |
قَدْ آمَنَتْكَ المَكْرُماتُ الغُرُّ أنْ |
أُمْسِي لِغَيرِكَ عافِياً وَنَزِيلا |
حاشا لنائِلِكَ الذي عودْتَني |
منْ أنْ أرى لكَ مُشْبِهاً ومثيلا |
هَبْ لِي نَصِيباً مِنْ شَمائِلَكَ الَّتِي |
لَوْ كُنَّ مَشْروباً لكنَّ شَمُولا |
وکسْلَمْ على الأيّامِ تَكْبِتُ حاسِداً |
وتُذِلُّ أعداءً وتَبلُغُ سُولا |