خذ مِنْ حَديثي ما يُغْنِيكَ عَنْ نَظَرِي
|
فَإِنَّه سَمَرٌ ناهيكَ من سَمَرِ
|
كَمْ مِنْ أَبٍ قَدْ غَدا أُمّاً لِمَعْشَرِهِ
|
فأعجَبْ لإعطَاءِ لفظِ الأُمّ للذَّكَرِ
|
وَناطِحٍ بقرونٍ لا قرون له
|
وكبش قومٍ بنقلِ العِلمِ مُشْتَهَرِ
|
وَرُبّ حَامِلِ وِزْرٍ غَيْرَ مُجْتَرِمٍ
|
ولائطٍ وَهُوَ عَفُّ الذَّيْلِ والنَّظَرِ
|
يدب للفرج أحياناً وآونة ً
|
منَ التَّخلُّفِ يأتي المُرْدَ في الدُّبرِ
|
وضاربٍ لي أهواهُ وأكرمُهُ
|
أَراهُ يَحضُرُ عِنْدِي وَهْوَ في السَّفَرِ
|
وكمْ بليدٍ بظهرِ الغيب حدَّثنا
|
وَذِي ذَكَاءٍ رأَيْناهُ مِنَ الحُمُرِ
|
وَكَمْ بَدا عَاقِلٌ يَوْماً وَلَيْسَ لَهُ
|
فِكْرٌ وليسَ بمنسوبٍ الى البَشَرِ
|
وكم نظرت لوجهٍ ليس في بدنٍ
|
وَكَمْ سَمِعْتُ بِصَخْرٍ لَيْسَ مِنْ حَجَرِ
|
وربَّ ناظِمِ أشعارٍ وليسَ لهُ
|
شِعرٌ فهلْ مِثْلُ هذا سار في السِّير
|
وَمُمْسِكٍ بِيَدَيْهِ النَّجْمَ يَقْلَعُهُ
|
وليسَ لِلمرْءِ نيل الأنجُمِ الزُّهُرِ
|
ولابسٍ وهو عارٍ لا رداء لهُ
|
كسوته أطلساً من أخشنِ الشَّعَرِ
|
وَعَابِدينَ مِنَ المِحْرَابِ قَد هَربُوا
|
ترَى المَسيحُ يُوافِيهمْ على قدرِ
|
وَمُدْبِرِينَ وَما وَلُّوا ولا اجْتَرمُوا
|
وَيُنْسَبُونَ بلا شكٍّ إلى دبَرِ
|
وَصالِحينَ رأيتُ الخَمْرَ عِنْدَهُم
|
قَدْ حَلَّلُوهُ بِلا خَوْفٍ ولا حَذَرِ
|
وسَالِحينَ وما زالتْ طَهارَتُهُمْ
|
وآمِنينَ وَقَدْ أَمْسُوا ذوي خَطَرِ
|
وَتَاركٍ كَرْشاً في البَيْتِ مُنْفرداً
|
من بطنِهِ وهو لا يخشى مِنَ الضَّرَرِ
|
وَجَالِسِينَ على ظَهْرِ الهَرِيسَة ِ قَدْ
|
وافاهُمُ السّمْنُ ما فيها مِنَ الشَّجَرِ
|
ونازِلِينَ بِأَرْضٍ قَدْ أَصَابَهُمُ
|
غَيْمٌ بِلا بَلَلٍ والقَوْمُ في مَطَرِ
|
وتابعينَ إماماً وهُو مِن خَشَبٍ
|
وَقَدْ يُؤنَّثُ في وَصْفٍ وفي خَبَرِ
|
عجائبٌ ما لها حَدٌ فَقُلْ وَأَطِلْ
|
إن شئت أو فاقتصِدْ في القولِ واقتصِرِ
|
كأَنَّها لاِبْنِ يَعْقُوبٍ صِفات عُلاَ
|
لِذَالَ إحصاؤها أعيا على البشرِ
|