ما كنتُ أندُبُ رامة ً وطويلِعاً
|
لَوْ كُنْتَ يا قَمَرِي عليَّ طُوَيْلِعَا
|
وَلَقَدْ رَأَيْتُ بِرَامَة ٍ بَيْنَ النَّقَا
|
فَمَنَعْتُ طَرْفِي مِنْهُ أَنْ يَتَمتَّعا
|
ما ذاكَ مِنْ روعِ ولكنْ من رأى
|
أَشْبَاهَ عِطْفِكَ حُقَّ أَنْ يَتَورَّعا
|
يا ساكِني نُعْمانَ لا اصْطَنَعَ الهَوَى
|
صبّاً يكونُ بِكم هَواهُ تصنُّعا
|
قَد أَزْعَجَ القَلْبَ الغَرامُ وأَعْجَزَ الـ
|
ـطَرْفَ المنامُ فَحَقَّ لي أَنْ أَجْزَعَا
|
أضمرْتُموه هَجراً وأمرضتُمْ حشى ً
|
مِنّي وأَضْرَمَتُمْ بِنارٍ أَضْلُعا
|
وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلى حِمَاكُمْ مُجْدِباً
|
فجَرى بهِ دمعي إلى أن أمرَعَا
|
وَحَفِظْتُ عَهْدَكُمُ وَضَيَّعْتُمْ فَلاَ
|
أدعو لأجلكُم عَلى مَنْ ضيَّعا
|
قَالَ العَوَاذِلُ إنَّ مَنْ أَحْبَبْتَهُمْ
|
لَمْ يَتْركُوا لَكَ في وِصَالٍ مَطْمَعَا
|
أَنَا قَدْ رَضِيتُ بِمَا ارْتَضُوهُ فَمَا عَسَى
|
أن يبلغَ الواشي لديَّ بما سعى
|
من أنتَ يا طبيَ الصريمِ دعوتَهُ
|
هيهاتَ عنكَ بسلوة ٍ أنْ يرجِعَا
|
لابُدَّ يا قَمَرَ الملاحة ِ بعدَ أنْ
|
تُبدي السِّرارَ وتحتفي أنْ تطلُعا
|
وَلَرُبَّما يَا ظَبْيُ تَرْتَاعُ الظِّبَا
|
مِثْلَ ارْتِيَاعِكَ ثم تأْنَسُ مَرْتَعَا
|
ما سِحْرُ هَارُونَ المُفَرِّق غِيْرُ ما
|
في مُقْلَتَيْكَ مِنَ الفُتُورِ تَجَمَّعا
|
أَخْلَيْتَ مَرْبَع كُلّ قَلْبٍ في الهَوَى
|
منْ صَبْرِهِ وجعلتَهُ لكَ مربَعا
|
وهي القلوبُ الطائراتُ فَمَا لَهَا
|
أبداً نراها في حِبالِكَ وُقَّعَا
|
ما صدَّ عني في الغرامِ فديتهُ
|
لمَّا بذلتُ لهُ دمي فتمَنَّعا
|
لكنْ رأى قلبي يزيدُ بقُربِهِ
|
صَدْعاً فأَشْفَقَ إنْ دَنَا أَنْ يُصْدَعَا
|
يا عاذلي دَعني وعلِّم مُقلَتِي
|
لترى خيالَ مُعذِّبي إن تهجعا
|
مَنْ كانَ مدمَعُهُ نجيعاً في الهَوى
|
هيهاتَ عذْلُكَ عِندَهُ أنْ ينجَعَا
|
أم كيفَ ريقَتُكَ التي أرِقتْ لَها
|
عيني ومَا راقتْ تُكَفِكِفُ أدمُعا
|