ما استأنف القلب من أشواقه أربا |
إلا استفزته آيات الهوى طربا |
لله نسبة أنفاسي إلى حرقي |
إذا النسيم إلى ريا الحمى انتسبا |
أهكذا لم يكن في الناس ذو شجن |
إلا صبا كلما هبت عليه صبا |
ما أعجب الحب يدعى بأسه غزلا |
جهلا به ويسمى جده لعبا |
ويح الحمام أما تجتاز بارقة |
إلا بكى في مغاني الدار وانتحبا |
كأنه واجد وجدي بحيرتها |
فكلما خطرت في قلبه وجبا |
فموضع السر مني يستضيء سنا |
ومنبع الماء منها يلتظي لهبا |
أحبابنا عاد عيد الهم بعدكم |
تباعدت داركم في الحب واقتربا |
ما بال سلوة بالي لا تسركم |
حتى كأن لكم في راحتي تعبا |
ما خانكم جلدي إلا وفي لكم |
قلب متى سمته ترك الغرام أبى |
علاقة غلبت صبري فلا عجب |
إن الصبابة خصم طالما غلبا |
لئن علوت ملوك العصر مرتبة |
فمثل ما نلته يعلو بك الرتبا |
لو لم يكن شرف الأفعال معتبرا |
كان الفتى مثل باقي جنسه قصبا |