أما وخيال زار ممن أحبه
|
لقد هاج من ذكراه مالا أغبه
|
إذا ما صبا المحب إلى الصبا
|
ذكرت نسيما بالثغور مهبه
|
فيا نفحات الشام وفقا بمهجة
|
يحامي عليها مدنف القلب صبه
|
فلا تسألن الصب أين فؤاده
|
فإن فؤاد المرء مع من يحبه
|
وفي شعب الأكوار من هو عالم
|
غداة استطار البرق من طار لبه
|
يشيم ثغور الفرن تهمي كأنها
|
سنا بشر نور الدين تنهل سحبه
|
إذا ما سما في مبهم الخطب وجهه
|
تمزق عن بدر الدجنة حجبه
|
تولد بين الغيث والليث والتقى
|
منافسه أي الثلاثة تربه
|
يعد مضاء في الظبى لا وضربه
|
بها قلل الأعداء ما السيف ضربه
|
مكين الحجا أرضى الزمان بنفسه
|
إلى الآن حتى لان وانقاد صعبه
|
حمى قبة الإسلام بالخيل فاغتدت
|
وأوتادها جرد الطعان وقبة
|
فكم هبوة أوقعن بالكفر تحتها
|
فما انقشعت إلا وللذل جنبه
|
كيوم الرها الورهاء والهام يانع
|
ملي برعي الهندواني خصبه
|
وشهباء هاجتها وغى صرخديه
|
ثناها وليل الحرب تنقض شهبه
|
وعارم يوما بالعريمة فاغتدت
|
كوادي ثمود إذ رغا فيه سبقه
|
وعاصى على العاصي بأرعن خاطب
|
دم الإفك حتى أنكح النصل خطبه
|
بإنب لما أكسب المال وانثنى
|
بصاحب أنطاكية وهو كسبه
|
غداة هوى شطرين للسيف رأسه
|
وللرمح حتى توج الرأس قلبه
|
على حين للخطى فيه عوامل
|
يعاقبه خفض الحسام ونصبه
|
وقائع محمودية النصر لم تزل
|
غريبا بها عن موطن السيف غربه
|
يقوم مقام الجيش فيها وعيده
|
ويفعل أفعال الكتائب كتبه
|
وحين انتضته عزمه من قرابه
|
مضى وهو نصل والممالك قربه
|
إلى أن دعته ربها كل بلدة
|
فليس من الأمصار ما لا يربه
|
ولما نزا بالقمص عجب هوى به
|
على أم رأس البغي والغدر عجبه
|
فأصبح في الحجلين ينكر خطوه
|
بعيد على الرجلين في السعي قربه
|
تعاقبه البشرى بأخذ حصونه
|
فيا عانيا ضرب البشائر ضربه
|
تناجي عزاز باسمه تل باشر
|
فيلعنه لعن الصريخ وسبه
|
فإن يكن المقهور من ثل عرشه
|
فهذا عمود الكفر قد طاح طنبه
|
فقل لملوك الخافقين نصيحة
|
كذا عن طريق الليث يزأر غلبه
|
وخلوا عن الآفاق فالشرق شرقه
|
بحكم الردينيات والغرب غربه
|
ولا يعتصم بالدرب طاغ على القنا
|
فإن القنا في ثغرة النحر دربه
|
رحيب فضاء الحلم عن ذات قدرة
|
إذا ضاق من صدر المملك رحبه
|
عفو عن الجاني يكاد الذي جنى
|
يكر به شوقا إلى العفو ذنبه
|
أمتخذ الإخلاص لله جنة
|
ومن يعتصم بالله فالله حسبه
|
أبوك استرد الشام بالسيف عنوة
|
وللروم بأس طالما غال خطبه
|
إذا ذب عن أضغاث دنياه مالك
|
فأنت الذي عن حوزة الدين ذبه
|
رأيت اتباع الحق خيرا مغبة
|
فأخرجت عن رأي يسرك غبه
|
وأوضحت ما بين الفريقين سنة
|
بها عرف المربوب من هو ربه
|
وبينت ما قد كان من كان يبتغي
|
دليلا بأن الله من أنت حزبه
|
عجبت لمنان عليه بأنه
|
محب وهل في الناس إلا محبه
|