أحاكمها في مهجتي ولها اليد
|
وأطلب منها رد قلبي فتجحد
|
وأسأل داجي هجرها عن صباحه
|
وهجر الغواني ليلة ما لها غد
|
فيا منتهى النجوى إذا صرح الهوى
|
وباتت به الشكوى لظى تتوقد
|
عهدتك يوم الروع ضامن نجدتي
|
فهل أنت إن غارت هباتك تنجد
|
نشدتك لا تأمن على مضمر الحشى
|
مدامع شمل السر فيها مبدد
|
فكل حديث يمكن السمع رده
|
سوى مستفيض عن جوى القلب يسند
|
بكينا دما والقاصرات سوافر
|
فلاحت خدود كلهن مورد
|
وقد وقف الواشون من كل وجنة
|
على محضر فيه المدامع تشهد
|
فجفن محب فيه جرح مضرج
|
وجفن حبيب فيه سيف مهند
|
سهرت غراما واللواحي هواجد
|
وكيف ينمام الليل طرف مسهد
|
ألوذ ببرد اليأس من وغرة النوى
|
وأطمع عند القرب والقرب أبعد
|
أأدرك ما فاتت به سنة الكرى
|
وأرجو صلاح الدهر والدهر مفسد
|
أرى القوم صما كلما ذكر الندى
|
كأن الندى في السمع معنى مردد
|
فما صرح التشمير عن خوض لجة
|
إلى الحظ إلا قيل صرح ممرد
|
عجبت لأحكام الليالي وجورها
|
عن القصد في الاقسام حيث تقصد
|
ووسنا لنا في ظل الغبارة ناعم
|
ويقظان في نار الذكا يتوقد
|
وآلمني من فات همي اهتضامه
|
وأقصدني من ليس فيه مقصد
|
وولتك أعناق المعالي سيادة
|
نيابتها في الشرق والغرب سودد
|
فللملك وجه سافر عن سفارة
|
يؤكدها منك الولاء المؤكد
|
أنامت مساعيك الظبى في جفونها
|
فهل كان في تنبيه رأيك مرقد
|
وداويت فيها ناظر السيف بعدما
|
مضى وهو طرف من دم الحرب أرمد
|
دلفت إليها خائضا غمراتها
|
وموج الوغى بين الفريقين مزبد
|
تقطب منك البيض وهي ضواحك
|
ويفتر عنك الخطب واليوم أربد
|
ونافذ آراء متى لم تصل بها
|
فلا الرمح مركوز ولا السيف مغمد
|
فللنصرمنها ما تحوز وتصطفي
|
وللمجد منها ما تحل وتعقد
|
.... عندك خائفا
|
فراقا له منك التبسم موعد
|
وأعطيت في قتل الخطوب دياتها
|
وكيف يديها القاتل المتعمد
|
مناقب لا الرأي القياسي ناهض
|
بها فسواء عالم ومقلد
|
أرى البخل يفني المال والمال راهن
|
ويبقى السماح المرء والمرء ينفد
|
فدونكها كالحضر سرا ونفحة
|
تغور بآفاق البلاد وتنجد
|
لها بين افواه الرواة تلاوة
|
تردد ما دام الليالي تردد
|
نهى توجد الألباب عند وجودها
|
وتنشد في أثنائها حين تنشد
|
لقائح أفكار تمادى نتاجها
|
فأولدها هذا الكلام المولد
|
فلا زال يحدوها إليك اشتياقها
|
لها كل وقت منك عهد مجدد
|