هو السيف لا يغنيك إلا جلاده
|
وهل طوق الأملاك إلا نجاده
|
وعن ثغر هذا النصر فلتأخذ الظبى
|
سناها وإن فات العيون اتقاده
|
سمت قبة الإسلام فخرا بطوله
|
ولم يك يسمو الدين لولا عماده
|
وذاد قسيم الدولة ابن قسيمها
|
عن الله ما لا يستطاع ذياده
|
ليهن بني الإيمان أمن ترفعت
|
رواسيه عزا واطمأن مهاده
|
وفتح حديث في السماع حديثه
|
شهي إلى يوم المعاد معاده
|
أراح قلوبا طرن من وكناتها
|
عليها فوافى كل صدر فؤاده
|
لقد كان في فتح الرهاء دلاله
|
على غير ما عند العلوج اعتقاده
|
يرجون ميلاد ابن مريم نصرة
|
ولم يغن عند القوم عنه ولاده
|
مدينة إفك منذ خمسين حجة
|
يفل حديد الهند عنها حداده
|
تفوت مدى الأبصار حتى لو أنها
|
ترقت إليه خان طرفا سواده
|
وجامحة عز الملوك قيادها
|
إلى أن ثناها من يعز قياده
|
فأوسعها حر القراع مؤيد
|
بصير بتمرين الألد لداده
|
كأن سنا لمع الأسنة حوله
|
شرار ولكن في يديه زناده
|
فأضرمها نارين حربا وخدعة
|
فما راع إلا سورها وانهداده
|
فصدت صدود البكر عند افتضاضها
|
وهيهات كان السيف حتما سفاده
|
فيا ظفرا عم البلاد صلاحه
|
بمن كان قد عم البلاد فساده
|
غداة كأن الهام في كل قونس
|
كمائم نبت بالسيوف حصاده
|
فلا مطلق إلا وشد وثاقه
|
ولا موثق إلا وحل صفاده
|
ولا منبر إلا ترنح عوده
|
ولا مصحف إلا أنار مداده
|
فإن يثكل الإبرانز فيها حياته
|
وإلا فقل للنجم كيف سهاده
|
وباتت سرايا القمص تقمص دونها
|
كما تتنزى عن حريق حراده
|
إلى أين يا أسرى الضلالة بعدها
|
لقد ذل غاويكم وعز رشاده
|
رويدكم لا مانع من مظفر
|
يعاند أسباب القضاء عناده
|
مصيب سهام الرأي لو أن عزمه
|
رمى سد ذي القرنين أصمى سداده
|
وقل لملوك الكفر تسلم بعدها
|
ممالكها إن البلاد بلاده
|
كذا عن طريق الصبح أيتها الدجى
|
فيا طالما غال الظلام امتداده
|
فلو درج الأفلاك عنه تحصنت
|
لأمست صعادا فوقهن صعاده
|
ومن كان أملاك السموات جنده
|
فأية أرض لم ترضها جياده
|
ولله عزم ماء سيحان ورده
|
وروضة قسطنطسنية مستراده
|