عن خاطري نبأ الخيال الخاطر
|
فاعجب لزورة واصل عن هاجر
|
لم يعد أن جعل الرقاد وسيلة
|
فأتى الجوانح من سواد الناظر
|
خاف العيون فزار في جنن الكرى
|
أهلا وسهلا بالحبيب الزائر
|
حتى إذا طلبته عيني فاتها
|
والطيف ألطف من شعاع الباصر
|
قل للرقيب دهاه برق تبسمي
|
فرأى سروري دون كشف سرائري
|
هذي ودائع من أحب مصونة
|
دون الترائب تحت ختم محاجري
|
يئس العذول فكف من غلوائه
|
حتى شككت أعاذ لي أم عاذري
|
ملك الغرام علي فضل تماسكي
|
فانقدت منه لطوع ناه آمر
|
فإذا سطوت سطوت غير المعتدي
|
وإذا عفوت عفوت غير القاهر
|
ولقد علمت على تباريح الجوى
|
أن السلو خراب قلب عامر
|
وإذا استقل عن الفؤاد قطينه
|
لم يبق فيه سوى محل داثر
|
غار الفريق فغار صبري بعده
|
هيهات أطلب منجدا من غائر
|
كالدمع دل على الهوى حتى إذا
|
حم الفراق منيت منه بحائر
|
لاموا على فرط البكاء وفقده
|
فدهيت من قبل الوفي الغادر
|
وهب المدامع أخرست أفما رأوا
|
سهرا يصيح على جفون الساهر
|
ما زلت أرقب كل نجم طالع
|
حتى نظرت إلى البهي الزاهر
|
فرأيت نجم الدين في أفق العلى
|
أبقى على وضح الصباح النائر
|
قمرا تحاماه الأفول وإن علا
|
حدا على فلك الكمال الدائر
|
يقضي فيعدل في القضاء وإن يمل
|
ميل السماح رأيت غبن الجائر
|
حذفت أسانيد الرواة لمجده
|
حملا على متن الحديث السائر
|
فصوادق الآحاد من أخباره
|
نسخت وجوب العلم بالمتواتر
|
أقضى القضاة إذا تغلغل فكره
|
في شبهة والحكم حكم الظاهر
|
ما زال يوضح أمر كل خفية
|
حتى قضى بين القنا المتشاجر
|
قف يا منافسه وراءك صاغرا
|
فله التقدم كابرا عن كابر
|
من معشر نالوا العلى فتوزعوا
|
رتب الجلال على محيط دوائر
|
قوم إذا صدر الورى عن نسبة
|
ضربوا بقربى في العلى وأواصر
|
لا يطلعون صفاتهم وذواتهم
|
إلا بدور أهلة ومنابر
|
لبوا صريخ الحادثات بعزمة
|
بعثت على الأيام ثورة ثائر
|
وتخلصوا أسرى الزمان بأسرهم
|
من بين أنياب له وأظافر
|
حملوا الخصوص على العموم فلو فلوا
|
ملويه ما عثروا بجد عاثر
|
وسمى لمرتاد الكلام ثناؤهم
|
من غاية قطعت نياط الشاعر
|
ولذاك إن أغربت في أوصافهم
|
أعربت منك عن البديع الناضر
|
يا أيها النجم الذي حركاته
|
مترددات في بروج خواطري
|
أنت الذي إما سما كشف العمى
|
وإذا ارجحن أتى بنوء ماطر
|
ولأنت من بسط الكمال يمينه
|
فاقسم لنفسك قسمة المستأثر
|
لبست بك الخلع التي ألبستها
|
خلعا من الشرف البهي الباهر
|
جاءتك مالكة القلوب كأنها
|
في ناظري زمن الشباب الناضر
|
حاكت بواكير الخريف وإنما
|
حاكت به حلل الربيع الباكر
|
فتمل منها غرة زهرية
|
طارت بشائرها بأيمن طائر
|
سعدا لواجفة الفؤاد فإنها
|
نقلتك منه إلى محل الناظر
|
ولضمر سبقت إلى غاياتها
|
والسبق من شيم الجواد الضامر
|
من كل فاتنة إذا ما أنشدت
|
ألقت على الأسماع مسحة ساحر
|
نظمت مآثركم وسير مجدها
|
شعري فعدت من أجل مآثري
|
فاتت لواحقها الجياد وأطفأت
|
في نقعها غرر الكلام الغائر
|
فتهن نهب الناهبات مظفرا
|
من كل من طلب العلاء بظافر
|