لو كان سرك للوشاة معرضا
|
لم أغض من دمعي على جمر الغضا
|
حاشى لودك في الحشى أن ينقضي
|
ولعهد حبك في الحشى أن ينقضا
|
ما خاب من أسرت مواقع طرفه
|
فاستنجد الصبر المحب المبغضا
|
خفيت على الواشي سرائر وجده
|
وإن استطار بها الغرام وأرمضا
|
وسما الرقيب له فأغمض دمعه
|
صون الهوى في ناظر ما أغمضا
|
ولربما أجرى غمام جفونه
|
برق أضاء له على ذات الإضا
|
وبملتقى الأهواء جؤذر رملة
|
أقبلت ذاوله عليه وأعرضا
|
شفع المواعد بالمطال مخافة
|
أن ينقضي أجل الوصال المقتضى
|
ألف النوى فقضيت دون لقائه
|
ليلا تواكبه النجوم مفضضا
|
حتى إذا نازلت فارس لحظه
|
ما زلت منه محاربا ومحرضا
|
في معرك نضيت جفون ظباته
|
عن أعين كفت الظبى أن تنتضى
|
يا قاتل الله النصال . . .
|
حدق الغواني ما أصح وأمرضا
|
ولكم قصرت بكل قاصر طرفه
|
منها طراق الليل حتى قوضا
|
واصلته متسرعا متمتعا
|
وجلوته متبسطا متقبضا
|
باتت تنال يدي على رغم النوى
|
ما يقتضى منه وما لا يقتضى
|
وإذا سقى فمه الرحيق مقبلا
|
حيا بتفاح الخدود معضضا
|
ما اسود في يوم الصدود فإنه
|
يلقاك في ليل التواصل أبيضا
|
هذا وكم جاريت في طلق الصبا
|
سلس القياد وكان صعبا ريضا
|
عاقرت مبهم عتبه حتى بدت
|
غرر الرضاء على خلال أبي الرضا
|
وعلى جلال الدين فرط مهابة
|
محض الكمال لها الجمال وأمحضا
|
يزداد من كل السواد تحببا
|
حينا وما كل السواد مبغضا
|
كالبحر ما بات الرجاء مناجيا
|
عنه المنى إلا أطال وأعرضا
|
إن يهجع الوزراء لم ير عزمه
|
في الملك إلا ناهضا أو منهضا
|
أو أعرض الكرماء عنك رأيته
|
متصديا لك بالندى متعرضا
|
لو لم يكن لبنانه شيم الحيا
|
ما أزهر القرطاس منه وروضا
|
ما أعرض المعنى المعنى حيلة
|
إلا ثناه مصرحا ومعرضا
|
يعيي السعاة مراسلا ورسيله
|
ينضي الطروس مسودا ومبيضا
|
ما جاش في صدر الملطف صدره
|
إلا ظننت الجيش قد ملأ الفضا
|
تنداح دوحة مجده من معشر
|
ما زال طفلهم وزيرا مرتضى
|
شرعوا على دين السماح شريعة
|
حمت المحارم أن تمس وتعرضا
|
أمرت ونص على ابن أحمد أمرها
|
فوليت مردودا إليك مفوضا
|
فأبى ارتياحك دون ذاك حمية
|
أن يستباح وغيره أن يرفضا
|
ملك المساعي الغر لا يخشى الوفا
|
حاشى بناء العز أن يتقوضا
|
آتاك فرعا منك حلق أصله
|
يأبى الذي رفع السما أن يخفضا
|
فانهض بجدك قاطنا أو ظاعنا
|
واقطع بحدك مغمدا أو منتضى
|
لا زال عزمك في الحوادث ماضيا
|
كالسيف مطبوع الغرار على المضا
|
لهفي على زمن بقربك فاتني
|
يا ليتني استقبلت منه ما مضى
|
بل ليت شعري كيف شعري بعدما
|
نغضت مكامنه لديك فأنغضا
|
واخجلتا لسبيكة مسخوطة
|
إن لم تكن جليت على عين الرضا
|
جاءتك راكضة لو أن عنانها
|
يندى بهيبتها الحيا أن يركضا
|
كانت محجبة بفضل قناعها
|
حتى نضا عنها ارتفادك ما نضا
|
فعلى علاك تبرجت معروضة
|
ألا تلفعت الخفارة معرضا
|
ولئن أسمت الطرف في ميدانه
|
فلربما سبق المجل فأحمضا
|
أهدى لها الشرف استماعك فادعت
|
نسب الرضي نباهة والمرتضى
|
وحوت بقربك بعد غايات العلا
|
فقضى لها بالسبق أعدل من قضى
|