أوطن القلب من هواكم فريق |
ما لصرف النوى عليه طريق |
كلما امتد بيننا أمد البين |
تدانى هؤاكم الموموق |
طول عهدي بكم يضاعف وجدي |
وكذا يفعل الشراب العتيق |
خفقت لي وللنجوم قلوب |
بعدكم ما أطاعهن خفوق |
حجب الدمع مقلتي فعداها |
أن ترى ما يروقها ما تريق |
وأرى البعد في الصبابة كالقرب |
فقلبي على الزمان مشوق |
ولآلي دموع عيني طواف |
فلما ذا غواصهن غريق |
لا يرع في يد الفراق زمان |
مر لي من وصالكم مسروق |
حيث غصن الشباب غض وريق |
وتحايا المدام عض وريق |
وغرامي لا يستدل به الطيف |
ولا تهتدي إليه البروق |
ومغاني دياركم مثل مغنى فيه |
معنى من الهوى مطروق |
والليالي مثل الغواني إذا أسفرن |
لم تدر أيها المعشوق |
في زمان تضاعفت لعميد الملك |
في ظله علي الحقوق |
لو شهدتم صبابتي لعلمتم |
أن قلبي بحبكم معذوق |
أو وقفتم على غلوي فيكم |
قام لي عندكم بذلك سوق |
رابني بعدكم زماني فلا الأيام |
بيض ولا الربيع أنيق |
ورأيت الرحيق يجلب همي |
أفحالت عن السرور الرحيق |
أسلمتني إلى الأسى فهي في الكأس |
رحيق وفي فوادي حريق |
وبلوت الورى قياسا إليكم |
فاستمرت على قياسي فروق |
وتصفحت بعدكم شيم الناس |
وفيها الصريح والممذوق |
يعد الدهر باللقاء فيسليني |
ويروي أخباركم فيشوق |
سانحات يكاد يتهم السمع |
عليها قلب عليكم شفيق |
ويعاطيني الغرام أفاويق |
هواكم فما أكاد أفيق |
غير أني أهيم شوقا إذا هب |
نسيم بنشركم مفتوق |
قد ملكتم قلبي وسرحتم جسمي |
فواها أنا الأسير الطليق |