أقدك الغصن أم الذابل |
ومقلتاك الهند أم بابل |
سحران هذا طاعن ضارب |
وتلك فيها خبل خابل |
واكبدي من فارغ لم يزل |
لي من هواه شغل شاغل |
ظبي متى خاتلته قانصا |
رجعت والمقتنص الخاتل |
لمته أم أرقم هائج |
وصدغه أم عقرب شائل |
وطرفه الفاتك أم لحظه |
ذا سائف طورا وذا نابل |
يشرب كأسا طلعت في يد |
كوكبها في قمر آفل |
كأنه والجام في كفه |
بدر الدجى في شفق ناهل |
غصن النقا يحمل شمس الضحى |
يا حبذا المحمول والحامل |
أسمر كالأسمر من لحظه |
له سنان جيده العامل |
ملاحة بالبخل مقرونة |
كل مليح أبدا باخل |
إذا نأى مثله في الكرى |
هواه فهو القاطع الواصل |
أشكو ضنى جسمي إلى خصره |
وكيف يشفي الناحل الناحل |
ينكر ما ألقاه من صده |
وأي فعل ماله فاعل |
من لي على البعد بميعاده |
وإن لواني ديني الماطل |
وكيف لي بالوصل من طيفه |
وذو الهوى يقنعه الباطل |
أرى دماء الأسد عند الدمى |
انظر من المقتول والقاتل |
من كل لاهي القلب من ذاهل |
به فسل أيهما الذاهل |
يا صاح ما أحلى مذاق الهوى |
لو كان فيه عاذل عادل |
ما لي لا ألحظ عين المها |
إلا دهاني سربها الخاذل |
وماله ينفر من لمتي |
كأنه من أسد جافل |
ما زال ينسي نأيه هجره |
حتى لأنسى عامه القابل |
قضية جائرة مالها |
غير مجير الدين مستاصل |
وكيف أخشى من لطيف الحشا |
ظلما وتاج الدولة الدائل |
كثر حسادي حتى لقد |
تنبه الهاجد والغافل |
وكاد يعطي في نداه الصبا |
لو أن شيبا بالندى ناصل |
القائد الخيل مغافيرها |
يزأر فيها الأسد الباسل |
مشمر للبأس عن ساقه |
والجيش في عثيره رافل |
ماض فما أورد صادي القنا |
إلا تروى الأسل الناهل |
يناهز الأعداء من عرفه |
غاز بأنفال العلى قافل |
لم ينج من سطوته عاند |
ولم يخب في ظله آمل |
يزجي الندى حتى إذا ما اعتدى |
فالدم من سطوته هاطل |
ما ساجلته المزن إلا انثنى |
مستحييا من طله الوابل |
لا يتناهى فيض معروفه |
وأي بحر ماله ساحل |
سما به نابه آبائه |
حين أسف النسب الخامل |
وامتاز بالعلم على أهله |
وهل يساوي العالم الجاهل |
يا محيي العدل ويا مسرف |
البذل فأنت الجائر العادل |
يا أنصت الناس إلى حكمة |
يقبلها من سمعه قابل |
علا بك الفضل ذرى همة |
عن غرة الشعرى لها كاهل |
لولا سنا فضلك يجلو الدجى |
ما عرف المفضول والفاضل |
ولم يغامر جودك المقتفي |
ولم يجانب مجدك العادل |
فهل المحامد ضامنات عنك لي |
معنى على هذا البيان بيانه |
وهي القوافي ما تناظر بالندى |
إلا وقام بفضلها برهانه |
ما كان بيت فضيلة في فارس |
إلا ومن عربيتي سلمانه |
فمن يكن خص بمعروفه |
فأنت من إحسانه شامل |
بوركت من غيث إذا ما همى |
روض منه الأمل الماحل |
إن هزك العزم فيا طالما |
أرهف منك الصارم القاصل |
سيف متى أم نفوس العدى |
صمم والنصر بها كافل |
فكنت كالشمس سمت إذ سمت |
ونورها في أفقها ماثل |
وأين ينأى من قلوب الورى |
من حبه في كلها نازل |
فابق حيا ينبت روض المنى |
وأين من أفعالك القائل |
ودم فما دمت منار الهدى |
فللمعالي سنن سابل |