أيا عاذلي في الحب مالي وللعذل |
ويا هاجري هل من سبيل إلى وصل |
أحين استجارتك الملاحة في الهوى |
بخلت كأن الحسن في ذمة البخل |
لي الله من قلب تملكه الجوى |
فأمسى أسيرا رهن حبل من الخبل |
منيت بمثل البدر في مستقره |
يريك المنال الصعب في المنظر السهل |
إذا ما التقينا جال طرفي وطرفه |
فأنظر من دمع وبنظر من نصل |
فيا ويح قلبي من بلاه بحبه |
ومن دل ألحاظي على ذلك الدل |
ويا لي من ليل طويل كهجره |
وصبر ضعيف ضعف أجفانه النجل |
ألفت قلاه واستطبت مطاله |
وأطيب ما جاء الوصال على مطل |
إذا ما الكرى أهدى إلي خياله |
فيا حبذا تهويمة جمعت شملي |
سلوا القمر المفتي بأن لقاءه |
علي حرام كيف حل له قتلي |
ويا ليلة باتت تمخض بالنوى |
إلى أن تجلت وهي واضعة الحمل |
نشدت فؤادا بات ينشد لبه |
فجسمي بلا قلب وقلبي بلا عقل |
وقالوا حباك الشيب بالحلم والنهى |
ومن لي بأيام الشبيبة والجهل |
ليالي أجتاب الليالي صبوة |
فرامي غرامي لا يرى موقع النبل |
متى ما خلا قلب المحب من الهوى |
فيا لك من ربع أقام بلا أهل |
ألم تر أن الشيب بين جوانحي |
أقام مقام الفضل عند أبي الفضل |
خليلا صفاء لا يريدان فرقة |
وهل يصبر الخل الودود عن الخل |
عقيد المعالي بين كفيه والندى |
مواثيق عقد لا تروع بالحل |
ويبسم عن ثغر يبشر بالحيا |
كما بشر البرق اليماني بالوبل |
دعوه كمال الدين نعتا وإنه |
لأولى بأوصاف الكمال من الكل |
مناقبه بين الورى مستفيضة |
إذا رويت لم تعتبر صحة النقل |
وكيف بإنكار المساعي عريقة |
يؤيدها من بعد ما كان من قبل |
وما العلم إلا سيرة شهدت بها |
أسانيدها أورد فرع إلى أصل |
إذا الحجب عن قاضي القضاة ترفعت |
سما لك كهل الرأي في المنصب الكهل |
متى ارتجل الإيجاز في صدردسته |
رأيت الخطاب الفصل في ذلك الفصل |
وليس جزيل الحمد إلا لمن له |
دقيق معاني العلم في المنطق الجزل |
غريب العلى يفتن في مكرماته |
إذا ما انقضى شكل بدا بك في شكل |
وجدنا ابن عبد الله أندى من الحيا |
وأعلى محلا منه في الزمن المحل |
يبلغ ذا الآمال قاصية المنى |
على ظهر ما يعلو من العزم أو يعلي |
فطورا يباريه الرجاء على النوى |
وطورا تناجيه المطالب في الرحل |
إليك انتضى شوقي إليك عزيمة |
هي النصل تحت الليل أو سلة النصل |
إذا ما اقتضى الورد الصدى صدرت بنا |
على غير مهل عن موارد كالمهل |
ونهج كنهج النمل في غلس الدجى |
سلكت وغمدي قرية من قرى النمل |
سنا مرهف يقضي لدعوى مضائه |
يمين المحامي عنه أو شاهد الفل |
على سابح يطوي المدى بسنابك |
لمستها فوق الصفا طاعة الرمل |
سفيه الخطى حتى إذا جثم القطا |
فلا عن أفاحيص الفلا لمم السبل |
كأن القوافي راهنته بأنها |
تباريه أو تتلو المقال على الفعل |
على ماجد أمواله بيد الندى |
فليس عليها من وكيل سوى البذل |
أتت مستجيرات فهل من حمية |
لهذا الكلام الحر في الزمن النذل |
وأنت فشمس العدل حكما وحكمة |
وظلم بنات الفكر عدل عن العدل |
أبا الفضل كم لي في مساعيك مدحة |
ألذ على الأفواه من ضرب النحل |
ترى القوم فيها بين راو وسامع |
كلا عاشقيها لدهر يكتب أو يملي |
فريدة لفظ في فريد محاسن |
فتلك بلا مثل وأنت بلا مثل |