يا أهل بابل أنتم أصل بلبالي |
ردوا فؤادي على جثماني البالي |
لا واعتناق هواكم بعد فرقتكم |
ما كان صرف النوى منكم على بالي |
وإنما اعترضت بيني وبينكم |
نوائب أرخصت من دمعي الغالي |
لولا مكان هواكم من محافظتي |
لما صرفت إليكم وجه آمالي |
سلوت عن غيركم لما علقت بكم |
وجدا ألا فاعجبوا للعاشق السالي |
يا صاح إن دموعي حرب زاجرها |
فامنح هواملها تركي وإهمالي |
وانظر إلى عبراتي بعد بعدهم |
إن أنت لم تر حالي عند ترحالي |
لو كنت شاهدنا والبين يجمعنا |
على وداع بنيران الهوى صال |
رأيت حبة قلبي كيف يسلبها |
خد لها ليس بالخالي من الخال |
وقد علاني فتور عند رؤيتها |
مقسم بين عينيها وأوصالها |
أقول للصاحب الهادي ملامته |
ضلالة القلب في أكناف ذي ضال |
دعني أفض شؤوني في معالمها |
فالدمع دمعي والأطلال أطلالي |
أما كفى أسفا أني أصخت إلى |
نهي النهى وكفيت الشيب عذالي |
إذا التفت إلى ما فات من عمري |
سحبت فوق رسوم اللهو أذيالي |
سقى الحيا طرفي عيش نعمت به |
فلم يكن غير أسحار وآصال |
أولى لها إن دنت بالوصل ثانية |
فإن ذكرت النوى يوما فأولى لي |