صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ
|
إذ كانَ هذا اليَوْمُ من حَسَنَاتِهِ
|
يومٌ يسطرُ في الكتابِ مكانهُ
|
كمكانِ بسمِ الله في ختماتهِ
|
مطلَ الزمانُ بهِ زماناً أنفساً
|
أنِفَتْ وَعَادَ لهَا إلى عاداتِهِ
|
والغيثُ لا يَسِمُ البلادَ بنَفْعِهِ
|
إلاّ إذا اشتاقَتْ لوَسْمِيّاتِهِ
|
يا معجزَ الأيامِ قرعُ صفاتهِ
|
ومجملَ الدنيا بحسنِ صفاتهِ
|
بل أحنَفاً في حِلْمِهِ وَثَباتِهِ
|
بل حارثَ الهيجاءِ في وثباتهِ
|
بل كعبة َ المَعرُوفِ بل كعبَ النّدى
|
والماءُ يقسمُ شربهُ بحصاتهِ
|
إن كنتَ غِبتَ عن البلادِ فلم تَغِبْ
|
عن خاطري إذ أنتَ من خطراتهِ
|
لو كنتَ فتشتَ النسيمَ وجدتهُ
|
ودعاؤنا يأتيكَ في طَيّاتِهِ
|
أحببْ بسفرتكَ التي بقدومها
|
جَمَعتْ إلينا الجُودَ بعدَ شَتاتِهِ
|
وأفادكَ الملكانِ زائدَ رفعة ٍ
|
كالسيفِ يصقلُ بعد حدَّ ظباتهِ
|
وكفى اهتماماً منهما بكَ أن غدا
|
كلٌّ يريدُكَ أنْ تكونَ لذاتِهِ
|
وَالجَدُّ إن أمضَى عزيمَة َ ماجِدٍ
|
راحَ السكونُ ينوبُ عن حركاتهِ
|
وأتى البشيرُ فلو يسوغُ لواحدٍ
|
منا لقاسمهُ لذيذَ حياتهِ
|
فاربأ بعزمكَ لم تدعْ من منصبٍ
|
يُفضي إلى رُتَبِ العُلى لم تَأتِهِ
|
وتَفَرّعَتْ للمَجدِ منكَ ثَلاثَة ٌ
|
كثلاثة ِ الجوزاءِ في جنباتهِ
|
مِن كلّ مَهديٍّ غَدا في مَهدِهِ
|
يسمو إلى أسلافهِ بسماتهِ
|
أفضَى إلَيهِ المُشتري بسُعُودِهِ
|
وأعاذهُ بهرامُ من سطواتهِ
|
شَرُفَتْ بنَصْرٍ في البرِيّة ِ مَعشَرٌ
|
هوَ فيهِمُ كالسّنّ فوْقَ لِثاتِهِ
|
قوْمٌ همُ في البِيدِ خَيرُ سُراتِها
|
حسباً وهم في الدهرِ خيرُ سراتهِ
|
شرفَ الزمانُ بكلّ ندبٍ منهمُ
|
مُتَيَقّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَوَاتِهِ
|
ألِفَ النّدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ
|
كرَماً وَلم يُفرَضْ وُجوبُ صِلاتِهِ
|
يؤتي المنايا والمنى كالليثِ في
|
غابَاتِهِ وَالغَيثِ في غَبَّاتِهِ
|
ذو عزمة ٍ إنْ راحَ في سفراتهِ
|
سَكَبتْ شَبا الهِنديّ من شَفَرَاتِهِ
|
يا مَنسَكَ المَعرُوفِ أحرَمَ منطِقي
|
زَمَناً وَقد لَبَّاكَ من مِيقاتِهِ
|
هذا زهيركَ لا زهير مزينة ٍ
|
وافاكَ لا هرماً على علاتهِ
|
دعهُ وحولياتهِ ثمّ استمعْ
|
لزهيرِ عصركَ حسنَ ليلياتهِ
|
لو أنشدتْ في آل جفنة َ أضربوا
|
عن ذِكْرِ حَسّانٍ وَعن جَفَناتِهِ
|