أنا في الحبّ صاحبُ المعجزاتِ
|
جئتُ للعاشقينَ بالآياتِ
|
كانَ أهْلُ الغرامِ قَبليَ أُمِّيِّـ
|
ـينَ حتى تلقنوا كلماتي
|
فأنا اليَوْمَ صاحبُ الوَقتِ حقّاً
|
والمحبونَ شيعتي ودعاتي
|
ضربتْ فيهمُ طبولي وسارتْ
|
خافِقاتٍ عَلَيهِمُ رَاياتي
|
خَلَبَ السّامِعينَ سِحرُ كلامي
|
وَسرَتْ في عُقُولِهمْ نَفَثاتي
|
أينَ أهلُ الغرامِ أتلو عليهمْ
|
باقياتٍ منَ الهوى صالحاتِ
|
خُتِمَ الحُبُّ من حَديثي بمِسكٍ
|
ربّ خيرٍ يجيءُ في الخاتماتِ
|
فعلى العاشقينَ مني سلامٌ
|
جاءَ مثلَ السلامِ في الصلواتِ
|
مَذهبي في الغرامِ مَذهبُ حَقٍّ
|
وَلقَد قُمتُ فيهِ بالبَيّنَاتِ
|
فلَكَم فيّ مِن مَكارِمِ أخلا
|
قٍ وكمْ فيّ من حميدِ صفاتِ
|
لستُ أرْضَى سوَى الوَفاءِ لذي الو
|
دِّ وَلوْ كانَ في وَفائي وَفاتي
|
وألوفٌ فلوْ أفارقُ بؤساً
|
لَتَوَالَتْ لفَقْدِهِ حَسَرَاتي
|
طاهرُ اللّفظِ والشّمائلِ وَالأخْـ
|
ـلاقِ عَفُّ الضّميرِ وَاللّحَظاتِ
|
ومعَ الصمتِ والوقارِ فإني
|
دَمِثُ الخُلْقِ طَيّبُ الخَلَوَاتِ
|
يَعشَقُ الغُصْنَ ذا الرشاقَة ِ قَلْبي
|
ويحبّ الغزالَ ذا اللفتاتِ
|
وحبيبي هوَ الذي لا أسميـ
|
ـهِ على ما استَقَرّ مِنْ عاداتي
|
ويقولونَ عاشِقٌ وَهوَ وَصْفٌ
|
من صفاتي المقوماتِ لذاتي
|
إنّ لي نية ً وقد علمَ الـ
|
ـلهُ بها وهو عالمُ النياتِ
|
يا حَبيبي وَأنتَ أيُّ حَبيبٍ
|
لا قضى اللهُ بيننا بشتاتِ
|
إنّ يَوْماً تراكَ عَينيَ فيهِ
|
ذاكَ يوْمٌ مُضاعَفُ البركاتِ
|
أنتَ روحي وقد تملّكتَ روحي
|
وحياتي وقد سلبتَ حياتي
|
مُتُّ شَوْقاً فأحيِني بوِصالٍ
|
أخبرِ الناسَ كيفَ طعمُ المماتِ
|
وكَما قَد عَلِمتَ كلُّ سُرورٍ
|
ليسَ يبقى ، فوَاتِ قبلَ الفَوَاتِ
|
فرعى اللهُ عهد مصرٍ وحيّا
|
ما مضى لي بمصرَ منْ أوقاتِ
|
حبذا النيلُ والمراكبُ فيهِ
|
مُصْعِداتٍ بنَا وَمُنحَدِراتِ
|
هاتِ زدني من الحديثِ عن النيـ
|
ـلِ ودعني من دجلة ٍ وفراتِ
|
ولياليّ في الجزيرة ِ والجيـ
|
ـزة ِ فيما اشتهيتُ من لذاتِ
|
بينَ رَوْضٍ حكَى ظُهورَ الطواويـ
|
ـسِ وَجَو حكَى بُطونَ البُزاة ِ
|
حيثُ مجرى الخليجِ كالحية ِ الرقـ
|
ـطاءِ بينَ الرياضِ والجناتِ
|
وَنَديمٍ كَما نُحِبّ ظَريفٍ
|
وعلى كلّ ما نخبّ مؤاتي
|
كلُّ شيءٍ أرَدتُهُ فهْوَ فيهِ
|
حسنُ الذاتِ كاملُ الأدواتِ
|
يا زماني الذي مضى يا زماني
|
لكَ مني تواترُ الزفراتِ
|