لئن بحتُ بالشكوى إليكَ محبة ً
|
فلَستُ لمَخلُوقٍ سِوَاكَ أبُوحُ
|
وَإنَّ سُكُوتي إن عَرَتني ضَرُورَة ٌ
|
وكِتمانَها ممّن أُحبّ قَبيحُ
|
وما ليَ أخفي عنْ حبيبي ضرورتي
|
وما هو إلاّ مشفقٌ ونصيحُ
|
بروحيَ مَن أشكو إلَيهِ وَأنثَني
|
وقد صارَ لي من لُطفِهِ ليَ رُوحُ
|
ولوْ لم يكن إلاّ الحديثُ فإنهُ
|
يخففُ أشجانَ الفتى ويريحُ
|
وكمْ رُمتُ أنّي لا أقولُ فخفتُ أن
|
يقولَ لسانُ الحالِ وهوَ فصيحُ
|
وكِدتُ بكتماني أصِيرُ مُفرِّطاً
|
فأبكي على ما فاتَني وَأنُوحُ
|
وأندمُ بعد الفوتِ أوفى ندامة ٍ
|
وأغدو كما لا أشتهي وأروحُ
|
تكهنتُ في الأمرِ الذي قد لقيتهُ
|
وليَ خطراتٌ كلهنّ فتوحُ
|
فراسَة ُ عَبدٍ مؤمنٍ لا كَهانَة ٌ
|
وَمَنْ هوَ شِقٌّ عندَها وَسَطيحُ
|
فما حرّفتْ من ذاكَ حَرْفاً كَهانتي
|
فللهِ ظني إنهُ لصحيحُ
|