جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
|
من أينَ لي في حبهِ أنْ أرقدا
|
وَهوَ الحَبيبُ فكيفَ أصْبَحَ قاتِلي
|
وَالله لوْ كانَ العدوُّ لَمَا عَدَا
|
كم راحَ نَحوي لائِمٌ وَغَدا وما
|
راحَ الملامُ بمسمعيّ ولا غدا
|
في كلّ معتدلِ القوامِ مهفهفٍ
|
حلوِ التثني والثنايا أغيدا
|
يحكي الغزالَة َ بَهجَة ً وَتَباعُداً
|
ويقولُ قومٌ مقلة ً ومقلدا
|
وكذاكَ قالوا الغُصنُ يشبهُ قدَّهُ
|
يا قدَّهُ كلُّ الغُصُونِ لكَ الفِدَا
|
يا رامياً قلبي بأسهمِ لحظهِ
|
أحسبتَ قلبي مثلَ قلبكَ جلمدا
|
وهَوَاكَ لوْلا جورُ أحكامِ الهوَى
|
ما باتَ طَرْفي في هَواكَ مُسَهَّدَا
|
وَإلَيكَ عاذِلُ عن مَلامة ِ مُغرَمٍ
|
ما أتهمَ العذالُ إلاّ أنجدا
|
أو ما ترى ثغرَ الأزاهرِ باسماً
|
فرحاً وعريانَ الغصونِ قد ارتدى
|
وَقَفَ السّحابُ على الرُّبى مُتَحَيّراً
|
ومشى النسيمُ على الرياض مقيدا
|
ويَشُوقُني وَجهُ النّهارِ مُلَثَّماً
|
وَيَرُوقُني خَدُّ الأصيلِ مُوَرَّدَا
|
وكأنّ أنفاسَ النسيمِ إذا سرتْ
|
شكرتْ لمجدِ الدينِ مولانا يدا
|
مولى ً لهُ في الناسِ ذكرٌ مرسلٌ
|
ونَدًى رَوَتْهُ السُّحبُ عنهُ مُسنَدَا
|
ألِفَ النّدى وَالسيفَ راحة ُ كَفّهِ
|
فهما هُناكَ مُعرَّباً وَمُهَنّدَا
|
وإذا استَقَلّ على الجوادِ كأنّهُ
|
ظامٍ وقد ظَنّ المَجَرَّة َ مَوْرِدَا
|
جعلَ العنانَ لهُ هنالكَ سبحة ً
|
وغدا لهُ سرجُ المطهمِ مسجدا
|
مولى ً بدا من غيرِ مسألة ٍ بما
|
حازَ المُنى كرَماً وعادَ كَما بَدَا
|
وأنالَ جوداً لا السحابُ ينيلهُ
|
يوماً وإن كانَ السحابُ الأجودا
|
يُعزَى لقَوْمٍ سادَة ٍ يَمَنيّة ٍ
|
أعلى الوَرَى قَدْراً وأزْكى مَحتِدَا
|
الحالبينَ البدنَ من أوداجها
|
وَالمُوقِدينَ لهَا القَنَا المُتَقَصِّدَا
|
والغالبينَ على القلوبِ مهابة ً
|
والواصِلينَ إلى القُلوبِ تَوَدُّداً
|
وَإذا الصّريخُ دَعاهُمُ لُملِمّة ٍ
|
جعلوا صَليلَ المُرْهَفاتِ له صَدَى
|
يا سَيّداً للمَكرُماتِ مُشَيِّداً
|
لا فلّ غربكَ سيداً ومشيدا
|
لكَ في المعالي حجة ٌ لا تدعى
|
لمُعانِدٍ وَمحَجّة ٌ لا تُهتَدَى
|
وافاكَ شهرُ الصومِ يا من قدرهُ
|
فينا كليلة ِ قدرهِ لن يجحدا
|
وَبَقيتَ حَيّاً ألفَ عامٍ مثلَهُ
|
متضاعفاً لكَ أجرهُ متعددا
|
والدهرُ عندكَ كلهُ رمضانُ يا
|
مَن لَيس يَبرَحُ صائِماً مُتَهجّدَا
|