ترى هل علمتم ما لقيتُ من البعدِ
|
لقد جَلّ ما أُخفيهِ منكم وَما أُبدِي
|
فراقٌ ووجدٌ واشتياقٌ ولوعة ٌ
|
تعدّدَتِ البَلوَى على واحِدٍ فَرْدِ
|
رعى اللهُ أياماً تقضتْ بقربكم
|
كأني بها قد كنتُ في جنة ِ الخلدِ
|
هبوني امرأًً قد كنتُ بالبينِ جاهلاً
|
أما كان فيكم من هداني إلى الرشدِ
|
وكنتُ لكمْ عَبداً وللعَبدِ حُرْمة ٌ
|
فما بالكم ضيعتمُ حرمة َ العبدِ
|
وَما بالُ كُتْبي لا يُرَدّ جَوابُها
|
فهل أكرمتْ أن لا تقابلَ بالردّ
|
فأينَ حَلاواتُ الرّسائِلِ بَيْنَنا
|
وَأينَ أماراتُ المَحَبّة ِ وَالودّ
|
وما ليَ ذنبٌ يستحقّ عقوبة ً
|
ويا لَيتَها كانَتْ بشيءٍ سوَى الصّدّ
|
ويا لَيتَ عندي كلَّ يَوْمٍ رَسولَكمْ
|
فأُسْكِنَهُ عَيني وَأُفرِشَهُ خَدّي
|
وإنّي لأرْعاكُمْ على كلّ حالَة ٍ
|
وحقكمُ أنتمْ أعزُّ الورى عندي
|
عليكمْ سلامُ اللهِ والبعدُ بيننا
|
وبالرّغْمِ مني أنْ أُسلِّمَ من بُعدِ
|