لم يقضِ زيدكمُ من وصلكم وطرهْ
|
ولا قضى ليلهُ من قربكمْ سحرهْ
|
يا صارِفي القَلبِ إلاّ عن مَحَبّتِهِمْ
|
وسالبي الطرفِ إلاّ عنهمُ نظرهْ
|
جعلتُكم خبري في الحُبّ مُبتَدِئاً
|
وكلُّ معرفة ٍ لي في الهوى نكرهْ
|
وبتمُ الليلَ في أمنٍ وفي دعة ٍ
|
وليسَ عندكمُ علمٌ بمنْ سهرهْ
|
فكَمْ غَرَستُ وَفائي في مَحبّتكُمْ
|
فَما جَنَيتُ لغَرْسٍ فيكُمُ ثَمَرَهْ
|
ولم أنلْ منكمُ شيئاً سوى تهمٍ
|
تقالُ مشروحة ً فينا ومختصرهْ
|
للهِ ليلة َ بتنا والرقيبُ بها
|
ناءٍ فَلا عَينَهُ نخشَى وَلا أثَرَهْ
|
غَرَّاءَ ما اسوَدّ منها أنْ جَعَلتُ لهَا
|
عَيباً سوَى مُقلَة ٍ كحلاءَ أوْ شَعَرَهْ
|
بتنا بها حيثُ لا روعٌ يخامرنا
|
ونفحة ُ الراحِ والريحانِ مختمرهْ
|
لم يَكسِرِ النّوْمُ عَيني عن مَحاسِنِها
|
حتى انثنيتُ وعينُ النجمِ منكسرهْ
|
ما زلتُ أشربها شمساً مشعشعة ً
|
في الكأسِ حتى بَدَتْ في الشرق منتشرَهْ
|
مدامة ٌ تقرئُ الأعشى إذا برزتْ
|
نقشَ الدنانير والظلماءُ معتكرهْ
|
عَذراءُ ما راحَ ذو هَمٍّ لخِطْبَتِها
|
إلاّ أتتهُ صروفُ الدهرِ معتذرهْ
|
باتتْ تناولينها كفُّ غانية ٍ
|
تخالُ من لحظها والخدَّ معتصرهْ
|
قوية ُ العزمِ في إتلافِ عاشقها
|
ضَعيفَة ُ الخَصرِ وَالألحاظِ والبَشَرَهْ
|
تجلو الكؤوسَ على لألاءِ غرتها
|
وتنشرُ الراحُ منها نكهة ً عطرهْ
|
وَبَيْنَنا من أحاديثٍ مُزَخرَفَة ٍ
|
ما يخجلُ الروضة َ الغناءَ والحبرهْ
|