لهَا خَفَرٌ يَوْمَ اللّقاءِ خَفيرُها
|
فما بالُها ضَنّتْ بما لا يَضِيرُها
|
أعادَتُها أنْ لا يُعادَ مَرْيضُها
|
وسيرتها أنْ لا يفكّ أسيرها
|
رَعَيتُ نجومَ اللّيلِ من أجْلِ أنّها
|
على جِيدِها منها عُقُودٌ تُديرُها
|
وقد قيلَ إنّ الطيفَ في النومِ زائرٌ
|
فأينَ لطَرْفي نَوْمَة ٌ يَستَعيرُها
|
وها أنا ذا كالطيفِ فيها صبابة ً
|
لعلِّي إذا نامَتْ بليلٍ أزُورُها
|
أغارُ على الغصْنِ الرّطيبِ من الصَّبا
|
وذاكَ لأنّ الغُصْنَ قيلَ نَظيرُها
|
ومن دونها أنْ لا تلمّ بخاطرٍ
|
قصورُ الورى عن وصلها وقصورها
|
من الغِيدِ لم تُوقِد مع اللّيلِ نارَها
|
ولكنها بينَ الضلوعِ تثيرها
|
ولم تحكِ من أهلِ الفَلاة ِ شَمائِلاً
|
سوَى أنّها يحكي الغَزالَ نُفُورُها
|
أروحُ فلا يعوي عليّ كلابها
|
وأغدو فلا يرغو هناكَ بعيرها
|
ولو ظفرتْ ليلى بتربِ ديارها
|
لأصْبَحَ منها دُرُّها وَعَبيرُها
|
تقاضى غريمُ الشوقِ مني حشاشة ً
|
مروعة ً لم يبقَ إلاّ يسيرها
|
وإنّ الذي أبقتهُ مني يدُ النوى
|
فداءُ بشيرٍ يومَ وافى نصيرها
|
أميرٌ إذا أبصَرْتَ إشراقَ وَجْهِهِ
|
فقُلْ للّيالي تَستَسِرّ بُدورُها
|
وإنْ فزتَ بالتقبيلِ يوماً لكفهِ
|
رَأيتَ بحارَ الجُودِ يجري نَمِيرُها
|
وكمْ يَدّعي العَلياءَ قَوْمٌ وإنّهُ
|
لهُ سرُّها منْ دونِهِمْ وَسَرِيرُها
|
قَدِمتَ وَوَافَتْكَ البِلادُ كأنّما
|
يُناجيكَ منها بالسرورِ ضَميرُها
|
تلقتكَ لما جئتَ يسحبُ روضها
|
مطارفهُ وافترّ منها غديرها
|
تَبسَّمَ منها حينَ أقبَلتَ نَوْرُها
|
وأشرقَ منها يومَ وافيتَ نورها
|
وحتى مواليكَ السحائبُ أقبلتْ
|
فَوافاكَ منها بالهَنَاءِ مَطيرُها
|
وربّ دعاءٍ باتَ يطوي لك الفلا
|
إذا خالطَ الظلماءَ يوماً منيرها
|
وطئتَ بلاداً لم يطأها بحافرٍ
|
سواكَ ولم تسلكْ بخيلٍ وعورها
|
يُكلُّ عُقابَ الجَوّ منها عُقابُها
|
ولا يهتدي فيها القطا لوْ يسيرها
|
وردتَ بلادَ الأعجمينَ بضمرٍ
|
عِرابٍ على العِقبانِ منها صُقورُها
|
فصَبَّحتَ فيها سُودَها بأُسُودِها
|
يُبيدُ العِدى قَبلَ النّفارِ زَئِيرُها
|
لئنْ ماتَ فيها مِن سَطاكَ أنيسُها
|
لقد عاشَ فيها وحشها ونسورها
|
غدتْ وقعة ٌ قد سارَ في الناس ذكرها
|
بما فعلتهُ بالعدوّ ذكورها
|
فأضحى بها من خالفَ الدين خائفاً
|
وضَاقَ على الكُفّارِ منها كُفورُها
|
وأعطى قفاهُ الحدربيُّ مولياً
|
بنفسٍ لما تخشاهُ منكَ مصيرها
|
مضى قاطعاً عرضَ الفلا متلفتاً
|
تروعهُ أعلامها وطيورها
|
وأُبْتَ بمَا تَهْواهُ حتى حَريمُهُ
|
وتلكَ التي لا يرتضيها غيورها
|
فإنْ راحَ منها ناجياً بحشاشة ٍ
|
ستلقاهُ أخرى تحتويهِ سعيرها
|
وليسَ عدواً كنتَ تسعى لأجلهِ
|
ولكنها سبلُ الحجيجِ تجيرها
|
وَمن خلفه ماضي العزائمِ ماجِدٌ
|
يُبيدُ العِدى منْ سَطوَة ٍ ويُبيرُها
|
إذا رَامَ مَجدُ الدّينِ حالاً فإنّما
|
عَسيرُ الذي يَرجوهُ منها يَسيرُها
|
أخو يقظاتٍ لا يلمّ بطرفهِ
|
غرارٌ ولا يوهي قواهُ غريرها
|
لقدْ أمنتْ بالرعبِ منهُ بلادهُ
|
فصدتْ أعاديها وسدتْ ثغورها
|
وأضحى لهُ يولي الثناءَ غنيها
|
وأمسى له يهدي الدعاءَ فقيرها
|
بكَ اهتزّ لي غصنُ الأماني مثمراً
|
ورقَّتْ ليَ الدّنيا وَراقَ سرورُها
|
وما نالني من أنعمِ اللهِ نعمة ٌ
|
وَإنْ عَظُمَتْ إلاّ وَأنتَ سَفيرُها
|
وَمَن بدأ النَّعما وَجادَ تَكَرّماً
|
بأوّلِها يُرْجَى لَدَيْهِ أخِيرُها
|
وإنّي وَإن كانَتْ أياديكَ جَمّة ً
|
عليَّ فإنّي عَبدُها وَشكُورُها
|
أمولايَ وافتكَ القوافي بواسماً
|
وقد طالَ منها حينَ غبتَ بسورها
|
وكانتْ لنأيٍ عنكَ مني تبرقعتْ
|
وقد رابني منها الغداة َ سفورها
|
إلى اليومِ لم تكشفْ لغيركَ صفحة ً
|
فها هيَ مَسدولٌ عَلَيها سُتورُها
|
إذا ذُكرَتْ في الحَيّ أصْبَحَ آيِساً
|
فَرَزْدَقُها مِن وَصْلِها وجريرُها
|
فخذها كما تهوى المعالي خريدة ً
|
يزفّ عليها درها وحريرها
|
تكادُ إذا حَبَّرتُ منها صَحيفَة ً
|
لذكراكَ أن تَبيَضّ منها سُطورُها
|
وللنّاسِ أشعارٌ تُقالُ كثيرَة ٌ
|
ولكنّ شعري في الأميرِ أميرها
|