تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
|
وهنئتهُ يا غارسَ الجودِ مغرسا
|
قَدِمْتَ قُدومَ الغَيْثِ للأرْضِ إنّها
|
بهِ أشرَقَتْ حُسناً وطابَتْ تَنَفُّسَا
|
علَوْتَ بَني الأيّامِ إذْ كنتَ فيهِمُ
|
إذا ذكروا أسمى وأسنى وأرأسا
|
زعيمُ بني اللمطيَّ في البأسِ والندى
|
مكَرَّمُها المأمُولُ في الدّهرِ إنْ قَسَا
|
غَمَامٌ هَمَى بَحرٌ طَمَى قَمَرٌ أضَا
|
حُسامٌ مَضَى لَيثٌ قَسا جبلٌ رَسَا
|
وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ
|
وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا
|
إذا فعلَ الأقوامُ نوعاً من الندى
|
تنوعَ فيه جودهُ وتجنسا
|
وإنْ بدأ النعمى تلاها بمثلها
|
فتَزدادُ حُسناً كالقَريضِ مُجَنَّسَا
|
تَحُلّ بهِ الشُّمُّ العَرانِينُ في العُلا
|
فتلقاهمُ من هيبة ٍ منهُ نكسا
|
بهِ أصْبَحَتْ تَيمٌ إذا هيَ فاخَرَتْ
|
أعَزَّ قَبيلٍ في الأنَامِ وَأنْفَسَا
|
أجلُّ الورى قدراً وأكرمُ شيمة ً
|
وأكثرُ معروفاً وأكبرُ أنفسا
|
إذا بخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضِيلَة ٍ
|
فلَيسُوا بها بالجاهِلِينَ فيُبْخَسَا
|
همُ القوْمُ يَلقونَ الخُطوبَ إذا عرَتْ
|
بكلّ كَميٍّ في الخُطوبِ تَمَرّسَا
|
إذا أوقدتْ للحربِ نارٌ أو القرى
|
تَوَهّمْتَهُ مِنْ عِشقِها مُتَمَجِّسَا
|
يَبينُ لَهُ الأمْرُ الخَفيُّ فِراسَة ً
|
ويعنو لهُ الطرفُ العصيّ تفرسا
|
إذا صالَ أضْحَى أفرَسُ القومِ أميَلاً
|
وَإنْ قالَ أضْحى أفصَحُ القوْمِ أخرَسَا
|
أمولايَ لا زالتْ معاليكَ غضة ً
|
وَأغصانُها رَيّانَة ً منكَ مُيَّسَا
|
سما بكَ مَجدَ الدّينِ مَجدٌ وَمحْتِدٌ
|
وعرضٌ نهاهُ الدينُ أنْ يتدنسا
|
لقد شرفتْ منهُ الصعيدُ ولا ية ً
|
فأصبحَ واديهِ به قد تقدسا
|
بلادٌ بلُقياكَ استَقامَتْ نُجُومُها
|
فصرنَ سعوداً بعد ما كنّ نحسا
|
ستندى وقد وافى وفاكَ ربوعها
|
وَإنْ عُهِدَتْ مُغبرّة َ الجَوّ يُبَّسَا
|
ورُبّ قَوَافٍ قد طوَيتُ برُودَهَا
|
فلمْ أرضَ أن تغدو لغيركَ ملبسا
|
أقمنَ حَبيساتٍ كحَبسِكَ مَن جنى
|
على أنها لمْ تجنِ يوماً فتحبسا
|
فها هيَ كالوَحشِيِّ من طولِ حَبسِها
|
عَساها ببِرٍّ منكَ أنْ تَتَأنّسا
|
وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه
|
فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا
|
كذا المنهل المورودُ في مستقرهِ
|
إذا عدمَ الورادَ لنْ يتنجسا
|
سيرضيكَ منها ما يزيدُ على الرضا
|
ويستعبدُ ابن العبدِ والمتلمسا
|
وهبنيَ أعطيتُ البلاغة َ كلها
|
فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى
|