ألوت بأهل الهوى المهرية النجب
|
فالحيُّ لا أمم منّاً ولا كثبُ
|
لا عُذْرَ للعينِ إنْ هَبَّتْ يمانية ٌ
|
ولم يبلّ نجادي ماؤها الّرب ُ
|
نوى شطون وجيران نشدتهم
|
عهد الجوار على بعد فما قربوا
|
رأوا دماء هريقت يوم بينهم
|
فأنكروها وهم يدرون ما السبب
|
أستودعُ اللَّه أقماراً على إضَمٍ
|
تُنازِعُ الحليَ في لبَّاتِها الشُّهُبُ
|
ناديتها بمغاني الجزع من كثب
|
حُيّيتِ أيتها الأغصانُ والكُثُب
|
يا لائميَّ غداة َ البينِ لومُكما
|
لنارِ قلبي على شَحْطِ النوى حَصَب
|
إنَّ اللياليَ والأيامَ أجدر بالتأنيبِ
|
أنيب ممن أطالب ظلمه النّوبُ
|
أشكو من الدهر أنياباً مذرّبة
|
وبينَ فكيَّ هذا المِقْوَلُ الذَّرِب
|
تغصن منّي آدابي فواعجباً
|
لروضة غضّ منها النّور والعشبُ
|
ليعلمن زماني أي منقلب
|
إذا لقيت بني داودَ يَنْقَلِبُ
|
قوم لهم شفرات من عزائمهم
|
حد السيوف المواضي عندها لعبُ
|
إذا احتَبَوْا فالجبالُ الشمُّ راسخة ٌ
|
وإن حبوا فالغمام الجود منسكبُ
|
كم صَرَّف الجيشَ منهم قادة ٌ فُهُمٌ
|
وأحرزَ المجدَ منهم سادة ٌ نُجُبُ
|
سائل بهم كل عرّاص ومنصلت
|
تُخْبِرْكَ بالمأثُرَاتِ السُّمْرُ والقُضُبُ
|
أبناءَ حميرَ إنْ أمسى عليكُم
|
بدراً لكم فلأنتم حوله شهبُ
|
المرسل السمر أشطاناً ، ألسنتها
|
دلاؤنا ، وقلوب الفيلق القلبُ
|
والطاعنُ الخيلَ حتى الخيلُ قائلة ٌ
|
يا ليتَ أعوجَ لم يُخْلَقَ له عقِب
|
نَدْبٌ خَلعتُ عليه كلَّ مُعْلَمَة ٍ
|
من المدائحِ وَشَّى بُرْدَها الأدب
|
لو أنشدت بعكاظ والقبائل قد
|
نصّت مآثرها الأشعار والخطب
|
أقرّ يعرب بالسّبق المبين لها
|
وأجمعَ الرأيَ في تفضيلها العرب
|