ظلالكم تندو وموردكم عذب |
وترضون أن أضحى وبالملح لي شرب |
وأنتم وما أنتم غمائم رحمة |
تصوب وأحلام العفاة لها تصبو |
أفيضوا علينا وانظرونا بفضلكم |
لنقبس نورا لا يخيب ولا يخبو |
ألفت الهوى حتى أنست بجوره |
فكل عذاب نالني في الهوى عذب |
وقلت لجسمي إنه ثوبك الضنى |
وقلت لقلبي إنه إلفك الحب |
وقالوا صبا والشيب لاح صباحه |
فقلت ببيض كالصباح أناصب |
نهبت عذارى الحي ليلة عرضها |
وقد جليت منها لمبصرها شهب |
ولم أر منها غير رجع حديثها |
فتجهل منها العين ما يعرف القلب |
عراب إذا استنت بشأو بلاغة |
تقصر من دون اللحاق لها العرب |
وإن أسندت ما بين نجد وحاجر |
تقول رواة الشرق يا حبذا الغرب |
فمنعة صدق للخلافة قد ضفت |
على من حواه من مهابته حجب |
وجو صقيل قد جلته يد الصبا |
يسافر طرف الطرف فيه فما يكبو |
فلولا التي من دونها طاعة الهوى |
لحفت بها حولي الاباريق والشرب |
ولكن نهاني الشيب أن أقرب الهوى |
إذا لم يتح ممن احب لي القرب |
فلا تمطلوا دين المعلل عن غنى |
فجانبكم سهل ومنزلكم رحب |
وإن لم تروني كفأهن ترفعا |
وصدكم من دون خطبتها خطب |
فمولاي قد أهدى العميد عقيلة |
يكللها من لفظها اللؤلؤ الرطب |
أدارت كؤوسا من مدام صبابة |
كما امتزج الصهباء والبارد العذب |
فوالله لولا موعد يومه غد |
لواجهكم مني على مطلبي العتب |
أكتاب مولانا الخليفة أحمد |
وحسبكم الفخر العميم به حسب |
به اعتزت الآداب وامتد باعها |
وطالت يداها واستحق بها العجب |
فلو لو يكن بالفضل تنفق سوقها |
لكان يقال التبر في أرضه ترب |
بقيتم به في ظل جاه وغبطة |
تخب إلى لقيا نجيبكم النجب |