عبد الحميد كرامي محمد مهدي الجواهري

باقٍ- وأعمارُ الطغاةِ قصارُ-

من سفر مجدك عاطرٌ موّارُ

متجاوب الأصداء نفحُ عبيره

لطف ونفحُ شذاته إعصار

رفّ الضمير عليه فهو منوّرٌ

طُهراً كما يتفتحُ النوار

وذكا به وهجُ الإباء فردّه

وقداً يشبّ كما تُشبُّ النار

العمرُ عمر الخالدين يمده

فلكٌ بطيب نثاهم دوار

يتمخّض التاريخ في أعقابهم

حمداً، وتعصف ليلة ونهار

أما النفوس الزاخرات عروقها

بالمغريات فنشوةٌ وخُمار

***
لبنان نجوى مُرّةٌ وسرارُ

إنا بحكم بلادنا سُمّارُ

ماذا يراد بنا؟ وأين يُسار؟

والليل داجٍ، والطريق عِثارُ

والوحش يربض في الثنايا منذراً

والموت جار بها زآر

أعُقابُ لبنان تدنّس وكره

للأجنبي قواعدٌ ومطار؟

أو بحره نبع الفخار يشقّه

في كل يوم منهم بحّار؟