12:16:28
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبا |
فرمت غداة َ البين قلباً واجبا |
بلواحظٍ يرفعنَ جفناً كاسراً |
فتثير في الأحشاء هما ناصباً |
ومعاطفٍ كالماء تحتَ ذوائبٍ |
فأعجب لهنّ جوامدً وذوائبا |
سود الغدائر قد تعقرب بعضها |
ومن الأقاربِ ما يكونُ عقاربا |
من كل ماردة ِ الهوى مصرية ٍ |
لم تخش من شهب الدموع ثواقبا |
لم يكف أن شرعت رماح قدودها |
حتى عقدنَ على الرماحِ عصائبا |
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميادة ٍ |
تجلو عليّ من اللواحظ قاضبا |
كانت تساعدني عليه شبيبتي |
حتى نأت فنأى وأعرض جانبا |
واذا الفتى قطع السنين عديدة ً |
شابَ الحياة َ فظلّ يدعى شائبا |
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسناً |
والشمسِ نوراً والنجومِ مناسبا |
ان كابدت كبدي عليك مهالكا |
فلقد فتحت من الدموعِ مطالبا |
كالتبر سيالاً فلا أدري به |
جفني المسهد سابكاً أم ساكبا |
كاتمتُ أشجاني وحسبي بالبكا |
في صفحِ خدّي للعواذلِ كاتبا |
دمعي مجيبٌ حالتي مستخبراً |
للهِ دمعاً سائلاً ومجاوبا |
وعواذلي عابوا عليك صبابتي |
وكفاهم جهلُ الصبابة ِ عائبا |
ما حسن يوسف عنك بالنائي ولا |
دمُ مهجتي بقميصِ خدّك كاذبا |
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى |
اللابساتِ من الحرير جلاببا |
النابتات بأرض مصرَ أزاهراً |
والزاهرات بأرض مصر كواكبا |
آهاً لمصر وأين مصرُ وكيف لي |
بديار مصرَ مراتعاً وملاعبا |
حيثُ الشبيبة ُ والحبيبة ُ والوفا |
في الأعربينِ مشارباً وأصاحبا |
والطرف يركعُ في مشاهد أوجهٍ |
عقدت بها طرر الشعور محاربا |
والدهرُ سلمٌ كيفَ ما حاولتهُ |
لا مثل دهري في دمشق محاربا |
هيهات يقربني الزمان اذى ً وقد |
بلغت شكايتي العلآء الصاحبا |
أعلا الورى همماً وأعدل سيرة ً |
وأعز منتصراً وأمنعَ جانبا |
مرآة فضل الله والقوم الأولى |
ملأوا الزمانَ محامداً ومناقبا |
الحافظين ممالكاً وشرائعاً |
والشارعينَ مهابة ً ومواهبا |
لا يأتلي منهم امامُ سيادة ٍ |
من أن يبذّ النيرات مراتبا |
إما بخطيّ اليراعِ إذ الفتى |
في السلم أو في الحرب يغدو كاتبا |
فاذا سخا ملأ الديار عوارفاً |
واذا غزا ملأ القفار كتائبا |
فاذا استهل بنفسه وبقومه |
عدّ لمفاخرَ وارثاً أو كاسبا |
ابقوا عليَّ وقوضوا فحسبتهم |
وحسبتهُ سيلاً طماَ وسحائبا |
ذو الفضل قد دعيت رواة فخاره |
في الخافقينِ دعاءها المتناسبا |
فالبيتُ يدعى عامراً والمجدُ يُد |
عى ثابتاً والمالُ يُدعى السائبا |
ما رحبتهُ القائلونَ مدائحاً |
إلاّ وقد شملَ الاكفّ رغائبا |
نعم المجددُ في الهدى أقلامهُ |
أيامَ ذو الاقلامَِ يُدعى حاطبا |
تخذَ المكارمَ مذهباً لما رأى |
للناسِ فيما يعشقون مذاهبا |
وحياطة َ الملكِ العقيمِ وظيفة ً |
و مطالعَ الشرفِ المؤيد راتبا |
والعدلَ حكماًُ كاد أن لا يغتدي |
زيدُ النحاة به لعمروٍ ضاربا |
والفضل لو سكت الورى لاستنطقت |
غررُ الثنا حقباً به وحقائبا |
واللفظ بينَ إناءة ٍ وإفادة ٍ |
قسمَ الزمانُ فليسَ يعدمُ طالبا |
وعرائس الاقلام واطربي بها |
سودَ المحابرِ للقلوبِ سوالبا |
المنهبات عيوننا وقلوبنا |
وجناتهنّ الناهبات الناهبا |
سحارة تحكي كعوبَ الرمحِ في |
روعٍ وتحكي في السرور كواعبا |
لا تسألن عن طبها متأملاً |
واسأل به دون الملوكِ تجاربا |
يا حافظاً ملك الهدى كتابهُ |
سرّت صحائفها المليكَ الكاتبا |
يا سابقاً لمدى العلى بعزائم |
تسري الصَّبا من خلفهنّ جنائبا |
يا فاتحاً لي في الورى من عطفهِ |
باباً فما آسى على إغلاق با |
يا من تملكني الخمولُ فردّهُ |
بسلاح أحرفهِ فولى هاربا |
يا معتقاً رقي وباعثَ كتبه |
للهِ دركَ معتقاً ومكاتبا |
يا غارساً مني نباتَ مدائح |
من مثله يجنى الثمار غرائبا |
إن ناسبت مدحي معاليكَ التي |
شرُفت فانّ لكلّ سوق جالبا |
أهدي المديح على الحقيقة كاملا |
لكمو وأهدي للورى متقاربا |