فلسطين الدامية محمد مهدي الجواهري

لو استطعتُ نشرتُ الحزنَ والألما

على فلسطين مسوداً لها علما

ساءت نهاريّ يقظاناً فجائعها

وسئن ليلي إذ صُوّرن لي حلما

رمتُ السكوتَ حداداً يوم مصرعها

فلو تُركت وشأني ما فتحت فما

أكلما عصفت بالشعب عاصفةٌ

هوجاءُ تستصرخُ القرطاس والقلما؟

هل أنقذ الشام كُتّاب بما كتبوا

أو شاعر صان بغداداً بما نظما

فما لقلبي جياشاٌ بعاطفة

لو كان يصدق فيها لاستفاض دما

حسب العواطف تعبيراً ومنقصةً

أن ليس تضمن لا براءاً ولا سقما

ما سرني ومضاءُ السيف يعوزني

أني ملكتُ لساناً نافثاً ضرما

دم يفور على الأعقاب فائرهُ

مهانةً ارتضي كفواً له الكلما