سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء |
سهرا ألذّ لها من الاغفاء |
فمتى أحاول غفلة ً ومرادهم |
بيعُ الرقاد بلذة استحلاء |
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه |
في مرّ ذكرك دائماً ورجائي |
قسما بسورة عارضيك فانها |
كالنمل عند بصائر الشعراء |
وجفونك اللاتي تبرحُ بالورى |
وتقول لا حرجٌ على الضعفاء |
اني ليعجبني بلفظ عواذلي |
مني ومنك تجمع الأسماء |
وتلذ لي البرحاء أعلم أنه |
يرضيكِ ما ألقى من البرحاء |
ويشوقني مغنى الوصال فكلما |
ذكر العقيق بكيتهُ بدمائي |
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما |
تهوي لإفراط الوداد لقائي |
متمازجان من التعانق والوفا |
في الحبّ مزجَ الماءِ بالصهباء |
لو رامت الأيامُ سلوة َ بعضنا |
لم تدرمن فينا أخو الاهواء |
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم |
وسهرتُ بعد زمانه بشقاء |
يا جفن لست أراك تعرف ماالكرى |
فعلام تشكو منه مرّ جفاء |
كانت لياليَ لذة ٍ فتقلصت |
بيد الفراق تقلص الأفياء |
ومنازل بالسفح غُير رسمها |
بمدامعِ العشاقِ والأنواء |
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها |
ياطولَ خيبة ِ قانعٍ بهواء |
كمؤمل يبغي براحة ِ واهبٍ |
كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء |
الصاحب الشرف الرفيعِ على السها |
قدراً برغمِ الحاسدِ العواء |
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا |
فتفرقت أهلُ العلا كهباء |
عالي المكانة حيث حلَّ مقامه |
كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء |
ما السحبُ خافقة ٌ ذوائبُ برقها |
بأبرّ من جدواه في اللأواء |
لا والذي أعلا وأعلن مجدهُ |
حتى تجاوز هامة َ الجوزاء |
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنها |
تسلي عن الأوطان والقرباء |
مغرى على رغم العواذل والعدى |
بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء |
لا تستقر يداه في أمواله |
فكأنما هو سابحٌ في ماء |
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما |
جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء |
وتفردت كرماً وان قال العدى |
انَّ الغمامَ لها من النظراء |
وتقدمت في كل محفل سؤددٍ |
تقديمَ بسم اللهِ في الأسماء |
أكرمْ بهنَّ شمائلا معروفة |
يوم العلى بتحملِ الأعباء |
يلوي بقول اللائمينَ نوالها |
كالسيل يلوي جريهُ بغثاء |
ومراتباً غاظ السماء علوها |
فتلقبت للغيظ بالجرباء |
ومناقباً تمشي المدائح خلفها |
لوفور سؤددها على استحياء |
وفضائلاً كالروض غنى ذكرها |
يا حبذا من روضة ٍ غناء |
ويراعة ً تسطو فيقرع سنها |
خجلاً قوامَ الصعدة السمراء |
هرقت دم المحل المروع والعدى |
حتى بدت في أهبة ٍ حمراء |
عجباً لإبقاء المهارق تحتها |
ونوالها كالديمة الوطفاء |
كم عمرت بحسابها من دولة |
وبلا حساب كم سخت بعطاء |
ولكم جلا تدبيرها عن موطن |
دهماءَ واسأل ساحة َ الشهباء |
لولاك في حلبٍ لأحدرِ ضرعها |
وقرى ضيوفَ جنابها بعناء |
يا من به تكفى الخطوبُ وترتمي |
بكر الثناء لسيدِ الأكفاء |
أنت الذي أحيا القريض وطالما |
أمسى رهين عناً طريدَ فناء |
في معشر منعوا اجابة َ سائل |
ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء |
أسفي على الشعراء أنهمو على |
حال تثير شماتة الأعداء |
خاضوا بحور الشعر إلا أنها |
مما تريق وجوههم من ماء |
حتى اذا لجأوا اليكَ كفيتهم |
شجناً وقلت أذلة ُ العلياء |
ظنوا السؤال خديعة وأنا الذي |
خدعت يداه بصائر العلماء |
أعطوا أجورهم وأعطيتَ اللهى |
شتانَ بين فناً وبينَ بقاء |
شكراً لفضلكَ فهو ناعشُ عيشتي |
ونداك فهو مجيبُ صوتَ ندائي |
من بعد ما ولع الزمان بمهجتي |
فردعته وحبوتني حوبائي |
وبلغتَ ما بلغ السحابُ براحة ٍ |
عرفتْ أصابعُ بحرها بوفاء |
فانعم بما شادت يداك ودمْ على |
مرّ الزمان ممدحَ الآلاء |
واحكِ الكواكب في البقاء كمثلِ ما |
حاكيتها في بهجة ٍ وعلاء |