قلبي على جمر الغضا تقلبا |
وبرق وعد الدهر صار خلبا |
ما شمت وجها من زماني رائقا |
وقلت لذ الوقت إلا قطبا |
كأنه على الكرام حنق |
يرصد للجور عليهم سببا |
يسلك بالقوم الطعام مشعبا |
والأنجبون يسلكون مشعباً |
فلم نقل يصلح إلا وغوى |
ولم نقل يعذب إلا عذبا |
فالخطباء الألكنون دشهة |
من بغيه والألكنون الخطبا |
يقلب أعيان الشؤن جاعلا |
رغم الحقائق التراب ذهبا |
كم حسرة أودع قلب جهبذ |
لربه عن الوجود انقلبا |
فالخبل كالبلخي صار عارفا |
به ومطموس الفؤاد قطبا |
ما رتع الريم به في روضة |
إلا لوى عليه كلبا أكلبا |
ولا مشى الهزبر فيه ريضا |
إلا وقد ولى عليه الثعلبا |
عن غلط يولي كريما راحة |
يوما فيحشوها بعمد تعبا |
تبا لرايه فإن رأيه |
لخفض أرباب المعالي ذهبا |
وكم غدا مرئسا من ذنب |
وجاعلا راسا غيورا ذنبا |
وقد قلب الموضوع عكسا مثل من |
صير برقع الحبيب عقربا |
مر على الظبي الأنيق معرضا |
وزان بالدر النقي الأجربا |
وقال للخذل الغلاظ مزقوا |
عرض الكرام أرهقوهم رهبا |
طغى بغى تعندا بحقده |
واحربا من حقده واحربا |
بصير عين إن تراآى وقح |
له وأعمى إذ يرى المهذبا |
لقد عرفنا كيف آذى طائشا |
يوم الغري السيد المحجبا |
وكيف قال الخب لابن دينه |
أوقر ركابي فضة وذهبا |
عظائم للدهر من وعثائها |
يكاد أن يقضي اللبيب عجبا |
يا ليت شعري والزمان غفوة |
أي جناية جناها النجبا |
دع يا فؤادي العتب فالدهر على |
زلاته قبلك كم من عتبا |
وطر إلى الله بحال خالص واتخذ الهادي الكريم سببا |
|
حبيب رب العالمين المصطفى |
سيد كل المرسلين المجتبى |
ذو المدد الفياض والخلق الذي |
عطر عرف نشره ريح الصبا |
نور الحقيقة التي بشمسها |
جلت عن السر البديع الغيهبا |
ناطقة الفرقان واللوح الذي |
بقلبه الله الكتاب كتبا |
درس في جامع إسراء الدنو |
وعلى منبره قد خطبا |
وقبل خلق الكائنات كلها |
لألأ في أفق الغيوب كوكبا |
هام بربه وما رام السوى |
وغيره برمشة ما طلبا |
وقلبت له الجبال ذهبا فكف عنها الطرف زهدا وأبى |
|
علت به إلى الخليل نسبة |
به علت وزان منها الحسبا |
أجل حزب المرسلين مظهرا |
وأفخم الكل هدى ونسبا |
قد سلسلته الطيبون النجبا |
وقد زكى أصلاه أما وأبا |
أتى وكان الدين ذلا صامتا |
فعز بعد ذله وأعربا |
عم فجاج الكائنات عطره |
لله ما أشرفه وأطيبا |
بالمعجزات جاءنا مؤيدا |
معلما حكم الهدى مؤدبا |
وخصه الله بكل خصلة |
عظيمة بالسعي لن تكتسبا |
طوبى به الله المعالي كلها |
وهزه لنشره فانتدبا |
فهمم دارت بها رحى الورى |
وقول فصل دونه بيض الظبا |
ومنظر شمس الضحى ساجدة |
لحسنه إذا بدا منقبا |
وحكم أوردها بالغة |
مألوفة بنصها ما أغربا |
وزهر أحكام هي العدل الذي |
من راح منصورا به لن يغلبا |
مدت بسرداب الهدى أحكامه |
طراز أمن للأنام مذهبا |
أحيى القلوب دينه بحكمة |
من فاتها وعر الضلال ركبا |
وعم أقطار الورى إحسانه |
فدونه البحر إذا ما اضطربا |
يغرق راجيه بأصناف الندى |
ويخجل الغيث إذا ما انسكبا |
قام على عرش الفخار مرسلا |
فكان أعلى المرسلين رتبا |
وأوضح الكل بحق حجة |
ومنهجا وسيرة ومذهبا |
ورد طبع الجاهلية الذي |
جفا وساء حكمة وأدبا |
وهذب القوم فعز شأنهم |
وعقدوا بالثابتات طنبا |
أين الحواريون من أصحابه |
عقلا وعزما وعلا ومنصبا |
من صحبه كالأنبياء قد أتى |
قوم وقول الحق لن يكذبا |
مضوا إلى الله بعزم مطلع |
بالحق في سمك الفخار شهبا |
وآله الغر الميامين الألى |
سادات سادات الوجود النجبا |
أمان أهل الأرض من خبط البلا |
وغوثهم إذ الزمان صعبا |
أعذب آل المرسلين منهلا |
وموردا ومصدرا ومشربا |
ننظر منهم كل آن شيما |
أعارت اللطف لأزهار الربى |
ناهيك منهم إن ذكرت مفخرا |
لعصبة بالزهر أصحاب العبا |
يا رب إني رب وزر مذنب |
وأنت بالعفو تجير المذنبا |
ولي كروب اثقلت ظهري وكم |
برمشة فرجت ربي الكربا |
سلمت أمري لك يا من بالرضا |
تمحو عن القلب الكئيب النوبا |
فارحم صراخي سيدي ولوعتي |
ومهجة مني تشب لهبا |
وخذ حنانا يا كريم بيدي |
فالشيب مني جاء يطرد الصبا |
أحاول الخمسين لا مفارقا |
ذنبي ولا أنحو التقى لأصحبا |
وقد جعلت المصطفى وسيلتي |
ومن به استجار لن يخيبا |
صلى عليه الله كل طرفة |
ولمحة ما الريح هز القضبا |
والآل والصحب الذين حبهم |
وودهم فرض علينا وجبا |
وكل قطب وولي سيما |
شيخ العريجا وغريب الغرب |