لك في مهمة التجلي البهاء أبو الهدى الصيادي

لك في مهمة التجلي البهاء

يانبيا نوابه الأنبياء

أنت روح القلوب طيا ونشرا

بك لاذ الأموات والأحياء

لمعت شمسك المنيرة في الكون

فضاءت بنورها الظلماء

وتدلت آيات هديك للناس

فسارت بهديها الأتقياء

كان قبل البروزكوكبك اللمماع

يجلى وكل باد خفاء

أشرقت منه في زوايا خبايا الغيب

تلك الفجاج والأنحاء

واستنارت عوالم الملاء الأعلى

وضاء الدجنة السوداء

عنك قد شق في البطون رداء

حشوة الخارقات ذاك الرداء

قمت في برجك المشعشع شمسا

ظل ينحط عن علاها العلاء

بك طافت أرواحها انبياء الله

غيبا فبايعوك وجاؤا

عنك نابوا وبشروا بك اصناف

البرايا وصحت الأنباء

جئت ختما لهم فها أنت في النظم

ختام وفي الكيان ابتداء

أنت سلطانهم وقد تعرض الجند

ابتداء وتعقب الأمراء

ما طووا حكمة من السر إلا

أنت معراجها وأنت البناء

شمل الكل من لوائك أمن

وعليهم ما زال ذاك اللواء

وتباهى بك الخليل رعاك الله

إبنا باهت به الآباء

يا لفرع كسا الأصول فخارا

أبديا لا يعتريه انقضاء

نال منه أبوه آدم عزا

وقبولا وأمه حواء

وتدلى من حضرة الأفق للأرض

هبوطا مضمونة الارتقاء

والعلامات قبل أن جاء جاءت

بشؤن لاحت لها أضواء

وتوالت عجائب الغيب يروي

طورها عنه ما طواه الغطاء

راقبته القلوب في الكون والأبصار

من نوره عليها غشاء

رب نور يغشى العيون بستر

إنما غاية الظهور الخفاء

هذه يا أبا البتول معانيك

التي انشق عن سناها السناء

حير القوم شأن قدسك في مهد

التجلى فطاشت الآراء

راح عرافهم لتلك العلامات

وتعلوه حيرة بحتاء

صولة من سرادق الغيب للناس

تدلت برفعها الآلاء

هي آلاء ربنا والذي يقضيه

ماض وفاعل ما يشاء

حققت ذلك الهواتف والأحبار

والكاهنون والعرفاء

وبمر الظهران راهبهم إذ قص

هذا وللصباح ضياء

وانقضاض النجوم والنار إذ صاوت

رمادا وحين غار الماء

رد أمن المجوس خوفا نذير

الغيب إذ جاء عكس ما هم شاؤا

ورمى الغي والضلال شهاب

اج منه للجاحدين انمحاء

ضاء والكائنات طمس فعم النور

واستبصرت به الأشياء

وتبدت أشكالها بعد أن عنه

ببرج الأبراز قام انجلاء

ملأ الكون هيبة وجلالا

شأن سلطانه وعم البهاء

نسجت عنه بالبشارات أمراط

غبار تثيره الهيجاء

كتبت للهدى سطورا ببيض

سال منها على الحواشي الدماء

جردت ثم أودعت في كنوز

الغيبم قدما وأهلها الخلصاء

ورآى الموبذان هذا مناما

راع كسرى كما قضاه القضاء

وسطيح لما أتاه ابن عمرو

وبه من أسقامه إعياء

نص حكم التورية في الأمر والإنجيل

نصا ما شابه ايماء

ذاكرا صاحب الهراوة والحق

مبين وما هناك مراء

ومياها فاضت وغاضت وفي الأمرين

للعارفين سين وراء

ليت شعري هل يجحد الشمس إلا

مقلة عن شعاعها عمياء

كل شيء له انتهاء وطه

فمعاليه ما لهن انتهاء

نقطة في معالم القدس دارت

فاستديرت بنمطها العلياء

برزت في العلى بطالع قدس

ملئت من أضوائه الخضراء

فالإشارات أعربت عنه معنى

والبشارات ما لها استقصاء

ضجة في محاضر الملكوت انشق

عن شمسها الوضاح العماء

فبدت والاكوان ترقب منها

سر غيب وما بذاك امتراء

نشأة الطي حين تبرز في النشر

يرى ما بطيها النبهاء

يشهد القوم بالبصائر من كنه

طواها ما يشهد البصراء

تلك آيات ربنا وله الحكم م

وأحكامه لها الإمضاء

كيف لا تشهد العيون ضياء

من حجاب تلوح فيه ذكاء

منه مس القلوب وارد خوف

مد في الأرض ما طوته السماء

هيبة عمت الوجود فكل

فوقه من جلالها سيماء

طرفت مقلة العيان بضوء

دون نبراس لمعه الأضواء

دولة تعرب البراهين عنها

بينات ما نابها إخفاء

راع كسرى سلطانها ولكسر

سوف يأتيه قد تداعى البناء

أيها المستميح بردة عتم

عن منار له الشموس حذاء

رحت تستكشف الشؤن من الكهان

والأمر شمسه بلجاء

ما قرأت التورية أو ما تدبرت

نصوصا أشاعها شعياء

وفصول الزبور أو ما تلاه

من نصوص الأنجيل يوحناء

قول متى ما فيه لو ولا ليت

وللحق طلعة وضاء

أوشككت الشكوك منك بسهم الحق

أبصرت والحظوظ عطاء

نشر الله ذكر أحمد بالآيات

قدما فلم يصبه انطواء

وتدلى من برجه يتجلى

م بتدل تحقيقه إعلاء

قلبته الأقدار في الظهر والبط

بقوم هم قادة نجباء

أنبياء وأولياء وأخيار

وشوس وسادة شرفاء

لم يشنهم كالجاهلية في الحكم

سفاح أو خلة شنعاء

حرستهم عين العناية والعبد

إذا صين فالشؤن صفاء

كلهم سيد حسيب نسيب

أريحي آباؤه كرماء

نور شمس الهدى تنقل فيهم

فأضاءت منهم به الأجزاء

عمهم نوره لذا أخلصوا التوحيد

نهجا فكلهم حنفاء

بالعمودين أشرف الخلق أصلا

أمهات النبي والآباء

خيرة الله هم من الخلق للمختار

أهل أعاظم كبراء

قد حباهم خلاقهم واصطفاهم

وكذا المصطفى له الإصطفاء

وانتهى مظهر البروز بمجلى

بنت وهب فضاءت الأرجاء

ولدته العذراء آمنة النور

أمينا وقومه أمناء

غبطتها العذراء مريم فيمن

رزقته وقبلها حواء

وبوهب الكريم أنجب عبد الله

مولى أتباعه النجباء

يا لحظ مؤيد أعظمته

للتجلي الخضراء والغبراء

شب في سدرة الفخار يتيما

ويد القدس لليتيم وقاء

لاحظته الأقدار وهو صغير

ولديه تصاغر الكبراء

زق بالعلم من سرادق غيب الله

وهبا فطاب منه النماء

يا له في محافل الفضل أمي

عظيم خدامه العلماء

أدب يبهر النسيم العراري

وبأس تجلى به البأساء

وجلال تهابه الشمس في قرص

سناها غشى علاه الحياء

وجمال يحيى به الميت إذ يبدو

وتفنى وجدا له الأحياء

وكمال تنسقت فيه آيات م

غيوب ما نالها الأنبياء

قام والدين مقعد في كمين

طلسمي وللأعادي اعتداء

وطريق الأقوام محض ضلال

وعناد وغلظة وجفاء

فنفى الشرك والضلال بهدي

أحكمته المحجة البيضاء

وانجلى نوره فعم الوجودات

وطاب الشعوب والأحياء

لمع البرق منذرا وبشيرا

منه فانهد ركنها الرقباء

قيل جاء النبي بالبعثة الزهراء

فاستبشرت به العرفاء

ملأ الأرض بالهدى وبحق

كمل الدين تمت النعماء

وأضاءت بطحاء مكة لما

قومت من سكانها العوجاء

وسرى سره ليثرب بالعز م

فطابت وطاب فيها الثواء

وأفاض الهدى على ساكني الأقطار

والغي نابه إمحاء

وبدت معجزاته البيض تتلى

وتباهت بنصها القراء

حينما انشق في العلا القمر الطالع

ليلا شقت قلوب هواء

وتهادى الركبان سيرا إلى الله

مذ امتد ستره الإسراء

نطق الجذع باسمه سبح الماء

بكفيه هلل الحصباء

وله الظبي قد تكلم والأشجار

سارت ولانت الصماء

وروى جيشه بحفنة ماء

يا بماء العيون ذاك الماء

أشبع القوم من قليل طعام

فانطوى فيه للجميع الشفاء

بعيوني تراب نعليه للروح

حياة وللسقام دواء

قد طوى الله دولة الكون في طية

برديه وانجلى الإبداء

كان ذاك الكساء كنزاً لذرات

البرايا يا نعم ذاك الكساء

علة الخلق في رقائق حكم الطي

والنشر حيث كل هباء

مد بسط الإرشاد لله بالحكمة

حتى اهتدت به الحكماء

أثبت العدل حكمه الفصل إذ فيه

تساوى الضعاف والأقوياء

وأتى بالقرآن آية حق

حين تتلى خرش لها الفصحاء

عقله سيد العقول وخدام م

حواشي أعتابه العقلاء

ومعاليه والأيادي بعد

وحساب فما لها استيفاء

نصرته بالرعب غارة قدس

فأريعت بسرها الأعداء

أقلق الحاسدين منه شعاع

ما طووه إلا اجتلاه انجلاء

يخفض الحاسد العلي خيالا

ومن الله حظه الإعلاء

وإذا داركت يد الحفظ عبدا

فدواء مضمونها الأدواء

أيد الله عبده الطهر طه

فانتحت عن طريقه الأسواء

خدمته الأملاك دارت به الأفلاك

غشى الأحلاك منه ضياء

وقضى الحق أنه علة الخلق

وطرز الورى لذا إيماء

هو لولاه ما هي الأرض أرض

وذووها ولا السماء سماء

سبب شقت الوجودات عنه

بانفتاق أرتاقها الطمساء

فتذكر حديث جابر يبدو

لك مكنون سره الإبتداء

يا له من خطير سر ابتداء

ما لعلياه والفخار انتهاء

كل أطوار عمره معجزات

أحمد واتضاعه فاعتلاء

ذل لله طارحا ما سوى الله

فذلت لعزه العظماء

رحمة للوجود جاء ونورا

وأمانا إذ تجزع الاصفياء

عزمه سلم القلوب إلى الله م

ومن باب دينه الإرتقاء

والذي حاد عن طريق هداه

فضلال طريقه وعماء

يا بروحي أفديه من هاشمي

شرفت من جنابه الأسماء

محكمات آياته بينات

ما عليهن للبصير غطاء

ألفتها العقول لا منكرات

عسرات ولا بها إيذاء

مجملات مفصلات رقاق

كلهن اليتمية العصماء

رقرقت كأس حكمة بمعان

سرهن الساري رحيق صفاء

ما أحيلا مذاقها فيه للنفس

فناء وللفؤاد بقاء

ونصوص أحكامها باهرات

أعظمت شأن حقها البعداء

كم طوى الدهر من شؤون جسام

ومعانيه ما لهن انطواء

أبد الله عزه وله الحكم

تعالى سلطانه والعلاء

هو فرد في الملك ذاتا وشأنا

ما لعالي جنابه نظراء

أبرز الله مفردا نوره الفياض

والمرسلون طين وماء

هو إخوانه النبيون لكن

من سناه قبل الكيان استضاؤه

وعليهم له شريف أياد

ولهم من فيوضه استجداء

أصلهم آدم ولما دعا الله

تعالى به استجيب الدعاء

وغدا حين يذهل الكل طرا

ترتجيه الشفاعة الشفعاء

ليت شعري هل تبصر الركب عيناي

وللنوق للحجازه رغاء

وأراها لطيببة تتهادى

ويرش القيعان مني البكاء

يثقل السير بالجمال جهارا

ديمة من مدامعي وطفاء

فولوه ولوعة وهيام

وغرام ومهجة حراء

وأنين وذهلة وحنين

واصطلام ودمعة حمراء

وفؤاد يطير قبل نياق الركب

والعين ما لها إغفاء

وفناء بحت لشمة أعتاب

ثراها به الشفا والثراء

وانقطاع عن الوجود بوصل

لحمى منه كالسماء الفناء

آه والوعتي وطول أنيني

مثقل بالذنوب مني الخطاء

أتمنى وأين ما أتمناه

ووزري مؤزري والشقاء

عل من نفحة الرسول لقيدي

فك قفل به يتم الرجاء

وعساها عناية الطهر تجلو

عن فؤادي ما بث فيه العناء

وأراني بعد الشقاء سعيدا

بنبي عبيده السعداء

وأرى قبره المنير وللسر

سرور يعد النوى وهناء

وعلى بابه أرى حر وجهي

تجتليه من مسه غبراء

ودموعي تسيل وجدا وشوقا

ولظهري من الخشوع انحناء

وقفول العشاق من كل فج

مثل شأني لهم إليه التواء

هزهم وأرد الغرام فأرواح

تناجيه دينها الإلتجاء

وعقول هامت به فهي إلا

عن معاني جماله ذهلا

لم يفتني الإسعاف قط وأني

لي إليه بالانتساب ارتقاء

رفعتني له عقود جدود

عن سوى الله أقلعوا وتناؤا

رحم واصل بأكرم مولى

دونه في البرية الرحماء

كوكب في مطالع القدس منه

ملأ الكون رونق وضياء

وإمام للعالمين وهاد

وولي إذ تنتحي الأولياء

وحسام قد أصلتته يد القدرة

بالله باتر مضاء

وحبيب لله مقبول جاه

عند مولاه كائن ما يشاء

يا رسول الرحمن دعوة مغلوب

يناجيك ما له نصراء

غيرت حاله الذنوب فوجه

ذو سواد ولمة بيضاء

فأعتقنه من ربقة الذنب يا من

كم لسحاج جوده عتقاء

وتدارك بالغوث عبدا غريبا

فبعلياك تلجأ الغرباء

مسني الضر فانتدب لي بعون

عل تمحو ضرائي السراء

خذ بثاري يا أغير الخلق من أعدإ

مجد لي بالتجري أساؤا

واحم فضلا قرابتي فلعمري

أنت من يحتمي به الأقرباء

وإذا مت صل حبالي بقرب

منك إني صحيفتي سوداء

لا تدعني رهن السؤال فإني

عن جوابي قوالتي بكماء

أنت سيفي وناصري ومعيني

وأماني إذ تبعد القرباء

أنا يا سيدي وأهلي ضعاف

لك آل آذاهم الأدعياء

أعقوقي يضيع منك حقوقي

وعطاياك دونها الأنواء

عجبا للألى لمدحك راموا

بعض حد ظنا وبالعجز باؤا

ما لمداحك الكرام سوى نظم

عقود يفتر عنها الثناء

وخضوع وذلة وارتباط

بك تغنى بفيضه الفقراء

سيدي سيدي بكل حبيب

لك منهم ساداتنا الأوصياء

بصحاب علمتهم كل خير

قام منهم لصوننا الخلفاء

وزراء الهدى وفي الناس حينا

ناب عن ذات نورك الوزراء

بجناب الصديق صاحبك المقبول

من أحكمت به السمحاء

والذي بعد أن قضيت ارتضاه

أمناء الصحابة الأصدقاء

والذي رد بالسيوف أولي الردة

حطما مذ هاجت الهيجاء

برجال من كل ليث كسيف الله

محو بسيفه الغرماء

رب فتك فحل أخاضته بالموت

ضحوكا طمرة جرداء

مصلتا أبيضا قد احمر تتلوه

لدى البطش صعدة سمراء

من أبي بكر اجتلته صباحا

يد عزم تجلى به الغماء

أفضل السادة الصحابة والكل

نجوم وسادة فضلا

قلب صدق مضمونه الصدق في الله

وأذن فيها له إصغاء

سيد العارفين بالله والصحب

لعمري جميعهم عرفاء

حب طه خليله صاحب الغار

الموالي إذ شحت الأسخياء

باذل الكل في هوى سيد الكل

ويتلو صدق الغرام السخاء

شيم تنضح العبير ومنها

لاح للعين جنة خضراء

وبجاه الفاروق ثاني الوزيرين

الذين لذ حبه والولاء

فاتح الأرض ناصر الشرع والدين

ومن طوره التقى والوفاء

والذي وافق الكتاب كتاب الله

من نص قلبه الآراء

أي غوث للدين أي أمير

بعض خدام بابه الأمراء

ما ذكرنا منه المناقب إلا

أسكرتنا من دورها صهباء

شرف تخجل الكواكب إذ يبدو

وتطوى بذيله الجوزاء

وبجاه الشهيد عثمان ذي النورين

من زان مشهديه الحياء

صهر طه على ابنتيه وفي هذا

اختصاص من ربه وانتقاء

ذو الأيادي مجهز الجيش في العسرة

والعسر في الخطوب بلاء

قرشي زاكي الشمائل وضاح

محيا مهذب معطاء

أكتسبته شهادة الدار في الله

حياة وهكذا الشهداء

وبجاه الأمير حيدرة الكرار

من حبه لروحي جلاء

الوصي السامي الذرى كافل الزهراء

نعم الوصي والزهراء

أسد الله سيد الآل مخطوب

المعالي وللعلي العلاء

أنبأتنا الأنباء عن قدره العالي

ويكفي للموقن الأنباء

كم شهدنا لعزمه خارقات

شاكل المعجزات منها المضاء

قال ذو الحقد مادح الصهر أطراه

ونزر في مدحه الإطراء

قد رأينا العلياء تعلي رجالا

وعلي تعلو به العلياء

حينما استعرض الصفوف ببدر

كر من عضبه عليهم وباء

ودحا الباب يوم خيبر فالحصن

تداعى وانهز منه البناء

باب علم الرسول ذخري أو السبطين

عزمي إذ تثقل الأعباء

كم أناديه والنوائب ليل

مدلهم فيعتريها انجلاء

حسدته أولو الضغائن حقدا

وكثيرا ما تحسد الحسناء

وبجاه السبطين شبليه عيني

عصبة فوقها أستدير العباء

سيدي سادة الائمة والكل

لعمري أئمة نجباء

أمة من بني النبي استظلت

بحماها الأبدال والنقباء

حسرتي هم طول المدى ولكم من

حسرات ماتت بها كرماء

آه والوعتي عليهم إذا ما

خطرت لي البقيع أو كربلاء

ذو احتراق إذ يذكر النجف الأشرف

قلبي المضنى وسامراء

فرقتهم يد التجلي فطوس

دارهم والبطاح والزوراء

شرفوا كل بقعة قدسوها

ومع الله صبحهم والمساء

وبجاه الأمير خالد سيف الله

من صح لي إليه انتماء

ألهزبر الفحل الذي أيد الدين

ولانت بسيفه الأقسياء

والذي دوخ الألى من أولي الردة

فاستسلموا له ثم فاؤا

والذي عز في فتوحاته الأقطار

دين الهدى وطال اللواء

وبجاه الصحب الكرام جميعا

نعم جيش النبي والرفقاء

قلبتهم يد الرسالة نورا

بعد عتم وهذه الكيمياء

أسد الله والذي لأجل الله

منهم طوعا أبيح الدماء

شيدوا الدين بالمواضي وهدوا

ما بناه من الغوى القدماء

ومضوا إذ قضوا كراما بأصحاب

النبيين ما لهم أكفاء

كم ببدر من حزبهم لاح بدر

يتجلى سماؤه البيداء

كم حنين لصفهم بحنين

ناب ظهر العدا به إحناء

وبحدب لهم مخضبة الأطراف

بيض كم قومت حدباء

جاء منهم كالأنبياء رجال

ما لوتها عن ربها الأشياء

وبجاه الأئمة الغر من عنهم

أتتنا الشريعة الغراء

علماء الكتاب والسنة البيضاء

أعيان ديننا الفقهاء

وبجاه المشايخ الزهر من هم

عظماء الطريقة الأولياء

سادة هذبوا النفوس بدين الطهر

طه فانجاب عنها الغطاء

زهدهم قد زوى الوجودات عنهم

فلعمري حقا هم العقلاء

فزعت منهم القلوب إلى الله

فذكر زمانهم ودعاء

وصلاة بصدق حال وصوم

طرق الخوف كله والرجاء

وبجاه الغوث الكبير الرفاعي

من تجلت له اليد البيضاء

سيد ناب عن نبي البرايا

بشؤن حارت لها النظراء

علم الشرق كوكب الصدق فياض

الأيادي والفلذة الخضراء

مدد يرفع الوضيع وسر

قد أقيمت بحاله العرجاء

وخلال حميدة وفيوض

هي والعارض الملح سواء

وبأولاده الهداة فهم قوم

كرام أماجد صلحاء

بيت مجد إلى علي تعالت

من ذويه الأبناء والآباء

شرف ينطح النجوم وصيت

ملئت من معطاره الأرجاء

وبجاه انكسار كل محب

خالص مسه من الحب داء

بمعان على القلوب أضاءت          فاستنارت وزيح عنها الغشاء

بإشارات كل عبد نزيه

جذبته للصانع الآلاء

رضي الله كافلا ووليا

فاطمأنت من سره الأحشاء

بدموع للعاشقين إذا

مس فقد كالسحب منها الماء

بأنين للوالهين لديه

زفرات تبكي لها الصماء

بعقول قد أدركت غاية السر

ومنها لربها إسراء

بفهوم قد هزها الوجد حتى          نطقت من صميمها الخرساء

بالخفي الجلي ذي الغارة المهدي

من عمني به الإهتداء

مظهر الحق باهر السر من طاب

لقلبي بهديه الإقتداء

وارث المرتضى ومجلى هداه

من علاه ضمن الظهور الخفاء

برجال الديوان حيا وميتا

ولعمري أمواتهم أحياء

خذ حنانا يا مصطفى بعناني

فالأعادي لها بشأني اعتناء

رب إني مدحت عبدك طه

وبطه يستشفع الفقراء

نق سري يا رب من كل سوء

فبسري من زلتي اصداء

وتدارك عجزي بقدرتك العظمى

فإني مطيتي هزلاء

سار أهل القلوب لله والذنب

دهاني وهمتي عثراء

كلما قلت أجتلي النور طمت

منهجي ظلمة الهوى الظلماء

تب علي انتصر إلي فإني

غلبتني الأعداء والأهواء

وأغثني مما أهم فرأيي

ضمن سيل الذنوب شيء غثاء

واجتذبني إلى طريق أمان

فطريقي فجاجه وعثاء

أنا عبد قد أثقلتني المعاصي

وأعنائي وملني النصحاء

ألغياث الغياث يا رب فالركب

أمام والعزم مني وراء

ألغياث الغياث فرج كروبي

وارض عني فمنك يرجى الرضاء

يا إلهي هذا الزمان تمادى

وبدت منه هجمة واعتداء

كدر الصفو فيه أحقاد قوم

أقلقتهم بغيها الشحناء

وقلوب لهم تربع فيها

قسوة تغلب النهى وجفاء

ضيق الأرض يا غيور عليهم

وامض فيهم من القضا ما تشاء

وأعذني من شر كل حسود

وقرت في ضميره البغضاء

واحي قلبي برحمة منك إني

ما لناري بغيرها إطفاء

وأفنني بالنبي حتى أراني

لي فناء بحبه وبقاء

وأراني له رفيقا وجارا

منه يجري فضلا علي العطاء

فهو روح الأرواح سرا وجهرا

هب من نشره عليها شذاء

نسجت للألباب منه معان

روضة في طرازها فيحاء

هو في الكون نقطة الباء يبدو

حين يجلى ما افتر عنه الباء

كم أعاد الباري به من أفانين

علوم لم يبدها الإبداء

جاء بالحق والقلوب بها موت

فعاشت وهزها الإحياء

وبدا نوره فأصبح للحشر

منيرا بضوءه يستضاء

يا إلهي يا واسع الجود يا من

شأنه الوضع جل والإعلاء

يا عظيم النوال يا واهب الآمال

يا من لبابه الإلتجاء

يا مجيب المضطر حين يناجيه

ولليل عتمة فحماء

يا مغيثا بلجة البحر إن ما

هتفت باسم قدسه الغرقاء

قد رجوناك فاسبل الستر والطف

عل يروي ظما القلوب الرواء

وعلى المصطفى فصل وسلم

ما استمال الغصن الرطيب هواء

وانطوى بالخفاء نشر ولاحت

بارقات لها المعاني غطاء

وعلى آله الذين اصطفاهم

ربهم للعلى فهم أصفياء

سادة الناس أكرم الخلق طرا        شرفاء الخلائق الأذكياء

وعلى السادة الصحابة من هم

سادتي حين تذكر الأسماء

ما حدا الركب في المهامه حاد

هيمته الطلول والأرجاء

وسرى في عوالم الله سر

وارتقت في المنابر الخطباء

واستهلت بشرى بحسن ختام                 وطوى شقة العناء الرضاء