هل منقذ لأخ النوى مما به |
قطعته أيدي الحظ عن أحبابه |
كالظل أضحى قائما شبحا بلا |
جرم يلجلج في رسيس ثيابه |
ما فيه إلا الروح تخبر أنه |
حي ولا رسم بطي نقابه |
كمد تلهب ناره ودموعه |
كالغيث لا ينفك وبل سحابه |
فالوجد هد وجوده بزفيره |
والصد حارب قلبه بحرابه |
يا لرجال لحائر أسبابه |
قطعت وأين الوصل من أسبابه |
أوزاره قد أثقلته وعوقت |
سفارة الأثام عن آرابه |
وطغت عليه الحادثات وما له |
إلا الذي لاذ الورى بجنابه |
محبوب رب العالمين نبيه |
ورسوله وأمين سر كتابه |
سيف الرسالة صاحب الحكم الذي |
احيي رسوم العدل فصل خطابه |
مصباح فرقان المثاني من بدت |
حكم الكتاب تضيء في محرابه |
فلك المعاني الخافيات بمشهد |
ما الرسل إلا من نجوم قبابه |
سير الهلال سرى بليل عروجه |
وسرت ملائكة العلى بركابه |
وطوائف النور المضيء تحفه |
شرفا له بذهابه وإيابه |
حتى دنى بعد التدلي صاعدا |
بهبوطه السامي لبرج رحابه |
فتمثل الأملاك بين يديه في |
مغناه يستسقون من ميزابه |
والدين أشرق وجهه متهللا |
في أفق وادي طيبة وشعابه |
فلذاك رصع ارضه شهب العلى |
والمسك غلغل في غبار ترابه |
والبدر قلب وجهه متململا |
يرجو القبول على أريكة بابه |
لله ركن عز من ذاك الحمى |
أضحى أمين الوحي من حجابه |
خضعت ملوك العالمين لمجده |
وتمثلت رهبا لدى اعتابه |
ومن انتمى لرفيع سدة جاهه |
لم يفترسه زمانه بمصابه |
وعبيدة مهما تدنس بالخطا |
هو في أمان الله يوم حسابه |
وتحفه من ذيلة نفحاته |
في هينات زمانه وصعابه |
هو روح هذا الكون قرة عينه |
ومدار رمز سؤاله وجوابه |
هو كنز علم الله صاحب أمره |
هو سيفه والكون نوع قرابه |
هو مظهر السر الخفي عن السوى |
ونظامه المطوي في جلبابه |
هو حجة الرسل الكرام إمامهم |
هو شيخهم بمشيبه وشبابه |
ما الأولياء العارفون بربهم |
إلا الذين حسوا لذيذ شرابه |
ما الكون إلا نقطة هو أصلها |
أو طلسم هو شكل حرف صوابه |
ما الحلم إلا ما إليه رجوعه |
والعلم إلا مذهب من دابه |
والجود إلا نسمة من طبعه |
والمجد إلا من سنا آدابه |
لمعت براهين الهدى بظهوره |
ودجا الضلال محاه نور شهابه |
والحق أقبل والفتوح أمامه |
والغي ولى مدغما بضبابه |
أدعوه للكرب الملح وأين من |
عزماته ليث الشرى في غابه |
فلكم حللت به وعزة قدره |
عقد الزمان ولان صلد صلابه |
ولكم لجأت له بقلب خاشع |
فحماه بالإحسان من أتعابه |
أنا عبده والعبد مهما زل عن |
طرق الرضا ساداته أولى به |
صلى عليه الله ما لمع الضحى |
ولآله يهدى الثنا وصحابه |