دعا الموت فاستحلت لديه سرائره
|
اخو مورد ضاقت عليه مصادره
|
عراه سكوت فاسترابت عداته
|
وما هو إلا شاعر كل خاطره
|
وحيدًا يحامي عن مبادئ جمة
|
اما في البرايا منصف فيوازره
|
تفرد بالشكوى فاسعده البكا
|
لقد ذل من فيض المدامع ناصره
|
يهم يبث النجم سراً فينثني
|
كأن رقيباً في الدراري يحاذره
|
وتنطقه الشكوى فيخرسه الأسى
|
فيسكت لاحيه إذا جد عاذره
|
يروم محالاً أن يرى عيش ما جد
|
أوائله محمودة وأواخره
|
فؤادي وإن ضاق الفضا عنه فسحة
|
فلابد أن تحويه يوماً مقابره
|
فؤادي وكم فيه انطوت لي سريرة
|
عظيماً أرى يبلى وتبلى سرائره
|
سيحمل همي عند منزل وحدتي
|
وتصبح آمالي طوتها ضمائره
|
فيا طير لا تسجع ويا ريح سكني
|
هبوبا على جسمي ليسكن ثائره
|
ويا منزل الأجداث رحمة مشفق
|
عليه ففيك اليوم قرت نواظره
|
ويا بدر من سامرته وجدك انقضى
|
فمن لك بعد اليوم خل تسامره؟
|
عساك إذا ضاقت بصدرك فرجة
|
تطالعه في رمسه فتذاكره
|
ويا خلة الباكي عليه تصنعاً
|
ألم تك قبل اليوم ممن يغايره؟
|
تحمل ما ينأى فشاطره الردى
|
فما ضر لو كانت الرزايا تشاطره
|
ويا غاضبا قلبي لترقيق حره
|
سراحاً فقد دارت عليه دوائره
|
دعا بك يستشفي فاغضيت فانطوى
|
وما فيه إلا الهجر داء يخامره
|
أمن بعدد ما وسدته بت جازعاً
|
إذا مات مهجوراً فلا رق هاجره
|
فيا ظلمة الآمال عني تقشعي
|
فقد تتجلى عن فؤادي دياجره
|