قلى لك يا عصر الشبيبة والصبا
|
فإنك مغدى للأسى ومراح
|
صحبتك مر العيش لا الروض يانع
|
لدىَّ ولا الماء القراح قراح
|
تفيأت أطلال التصابي وإنما
|
نصيبي منها حسرة وبراح
|
حشى أفسحت فيه المنى خطواتها
|
فضاقت به الأرجاء وهي فساح
|
يقولون : محصوص الجناح هفت به
|
هموم وماذا يستطيع جناح
|
على رسلكم إن الليالي قصيرة
|
وما هي ألا غدوة ورواح
|
أأحبابنا ماذا التغير لا الهوى
|
بصاف ولا تلك الوجوه صباح
|
تحولتم عن ركب الحب واستوى
|
مشوب وداد عندكم وصراح
|
إلى م انخداعي بالمنى وهي غرة
|
وتركي فيها الجدَّ وهو مزاح
|
هموم ترى في كل حين بمظهر
|
سواء هديل شائق ونواح
|
أغاض دموعي أنهن كرائم
|
وأن النفوس الآبيات شحاح
|
وما أعربت خرس الأراك بلحنها
|
عن الحب إلا كي يقال فصاح
|
لأهل الهوى ياليل فيك سرائر
|
عجاب وغدر ان ينمَّ صباح
|
رأوا فيك مخضر الأماني فعرسّوا
|
بجنحك ا شاء الغرام وناحوا
|
نغض لمرآك الجفون وإنما
|
عيون الدراري في دجاك وقاح
|
خروق نجوم في سماء تلاوحت
|
كما لاح في جسم الطعين جراح
|
ومرضى قلوب من وعود وخلفه
|
ولم تهو يوماً أنهن صحاح
|
براها الأسى حتى استطار شرارها
|
فرفقاً. فما هذي النفوس قداح
|