كلُّ ما في الكون حب وجمالُ
|
بتجليك وان عز َّ المنالُ
|
بسط النور فكم ثائر بحر
|
هادئاً بات ، وكم ماجت رمال
|
ورياض ضاحَكَ الزهرَ بها
|
ثغرُك الصافي وناجاها الخيال
|
وسهول كاد يعرو هَضْبَها
|
نزقٌ من صبوة لولا الجلال
|
ما لمن يهوى جمالا زائلا
|
وعلى البدر جمال ما يُزال
|
لا عدمِناك مروجاً للهوى
|
جدَة فيها ، وللدهر اقتبال
|
عيشُنا غض وميدان الصبا
|
فيه مجرىً للتصابي ومجال
|
يا أحباي وكم من عثرة
|
سلفت ما بالُ هذي لا تقال
|
علَّلونا بوعود منكم
|
ربما قد علل الظمآنَ آل
|
وعدوني بسوى القرب فقد
|
شفَّني الهجرانُ منكم والوصال
|
لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا
|
لسوى حبكم يحلو الملال
|
أمن العدل وما جُزْتُ الصبا
|
ومداه يألف الشيبَ القذال
|
إنها أنفُسُ لم تخلق سدى
|
ورقيقات قلوب لا جبال
|
أشتكى منكم وأشكو لكمُ
|
إنَّ دائي في هواكم لعُضال
|
فعلى الرفق ! كفاني في الهوى
|
ما أُلاقي ، وكفاكم ذا المِطال
|
ألذنبٍ تصطلي حَرَّ الجْوى
|
مهجٌ كانت لها فيكم ظِلال
|
أرتجيها صفوة منكم وأن
|
زَعَموها بغيةً ليست تنال
|
إنما أغرى زماني بكم
|
نِعَمٌ طابت وأيام طِوال
|
لا أذُم الدهر هذي سُنة :
|
للهنا حال وللأحزان حال
|
قد حثثناها مطايا صبوة
|
لكُمُ أوشك يعروها الكلال
|
ورجعنا منكمُ خِلواً ولو
|
أكلت منهن آمال هزال
|
لا تقولوا : هجرُنا عن علة
|
ربما سَرَّ حسوداً ما يقال
|
أنا من جربتموه ذلك الطاهرُ
|
الحبِ إذا شِينت خِصال
|
شيم هذَّبْنَ طبعي في الهوى
|
مثلَّما يجلو من السيف الصِّقال
|
أيها الناعمُ في لذاته :
|
لذةُ النفس على الروح وَبال
|
شهوة غرَّتك فانقدْتَ لها
|
ومُنى المرء شعور وكمال
|